عادت، الجمعة، خمسة نسور من صنف النسر الأكلف النادر للتحليق في سماء غابات المنتزه الوطني لإفران، بعد تزويدها بشرائح التتبع GPS، في تجربة هي الأولى من نوعها بالمغرب.
وفضلا عن إعادة استيطان النسر الأكلف بغابات إفران، تروم هذه العملية، حسب الوكالة الوطنية للمياه والغابات، تتبع حركة هذا النوع من الطيور المهدد بالانقراض، وتقييم التهديدات المحتملة التي يمكن أن يتعرض لها، بالإضافة إلى فهم تكيفه في مناطق استيطانه الحالية والتاريخية.
جاء ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يصادف 17 يونيو من كل سنة، حيث تم لهذه الغاية، وفي إطار تنفيذ استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، تنظيم برنامج حافل من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات على صعيد إقليم إفران.
وتميز برنامج هذا اليوم، وفق ما ذكره المدير الإقليمي للمياه والغابات بإفران، حدو أوغبي، بإعادة استيطان 29 أروية بربرية مهددة بالانقراض بالمنتزه الوطني لإفران، منها ثلاث أَراوٍ تم تزويدها بأطواق GPS؛ بغية تتبع حركتها داخل هذا الوسط الطبيعي الممتد على مساحات شاسعة بالأطلس المتوسط.
المسؤول الغابوي ذاته أضاف، في تصريح لهسبريس، أنه تم، بهذه المناسبة، وضع 12 رأسا من غزلان الأطلس (كوفييه) داخل محطة مسيجة تابعة للمنتزه الوطني لإفران، بمساحة تناهز 90 هكتارا، لإتاحة الفرصة لها للتكيف مع الوسط الجديد قبل إطلاقها لتعيش حرة بغابات المنتزه.
وأوضح أوغبي أن إطلاق أَراوٍ وغزلان بالمنتزه الوطني لإفران جاء لتعزيز الجهود السابقة لإعادة استيطان هذين الصنفين من الوحيش بالمنطقة، مبرزا أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات تتطلع إلى إعادة استيطان عدد من أصناف الوحيش المهددة بالانقراض في المجال الطبيعي للمنتزه الوطني لإفران؛ لكونه يشكل منتزها نموذجيا على الصعيد الوطني.
وتابع قائلا إن هذه العملية تتم بالموازاة مع تحسيس السكان المجاورين للمنتزه بالأهمية الإيكولوجية لإعادة استيطان الحيوانات المهددة بالانقراض بهذا الوسط الطبيعي، وإبراز قيمتها المضافة في تعزيز المؤهلات السياحية البيئية والجبلية لمنطقتهم.
إلى ذلك، عرف برنامج هذا اليوم إطلاق برنامج “غابتي- حياتي”، الذي يروم، حسب مصدر هسبريس، التدبير المستدام لغابات ومنتزهات المغرب، في إطار شراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).
وتم بمناسبة إطلاق هذا البرنامج، الذي تبلغ قيمته 100 مليون يورو والأول من نوعه للتعاون الدولي في إطار استراتيجية “غابات المغرب 2020- 2030″، توقيع مذكرة تفاهم بين الوكالة المغربية للمياه والغابات والوكالة الفرنسية للتعاون التقني والوكالة الفرنسية للتنمية بهدف تعزيز تبادل الخبرات
وفتح آفاق شراكات جديدة مع مؤسسات فرنسية مهتمة بالقطاع الغابوي.
يذكر أن هذه الفعاليات تميزت بحضور السفيرة الفرنسية بالمغرب، هيلين لوغال، ومدير الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب، ميهوب ميزواغي، إلى جانب المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالنيابة، عبد الرحيم الهومي.