قاربت ندوة علمية احتضنتها الكلية متعدّدة التخصّصات بالنّاظور، السّبت، موضوع “الفلسفة والكلام وتاريخ العلوم في سياقات المسلمين.. أسئلة التّاريخ والرّاهن”، بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين من جامعات مغربية.
وعرفت النّدوة، التي نظّمتها شعبة الفلسفة ومختبر “المجتمع والخطاب وتكامل المعارف” بكلية النّاظور، بتنسيق مع مؤسسة “البحث في الفلسفة والعلوم في السياقات الإسلامية”، تكريم الأستاذ عبد الحي أزرقان نظير ما قدّمه من جهود علمية وعملية لخدمة شعبة الفلسفة بكلّ من فاس والرّباط تدريسا وبحثا وتأليفا.
واستهلت أشغال النّدوة بكلمة افتتاحية ألقاها أبو عبد السّلام الإدريسي، نائب عميد كلية النّاظور، الذي أكّد على أهمية الموضوع، على اعتبار أن “البحث الفلسفي يقرأ الماضي من أجل حل مشكلات الحاضر في إطار تجاوز اجترار التراث وتنميطه في قوالب جاهزة رغم تبدل الأزمنة والأمكنة”.
من جهته، قال فريد لمريني، رئيس شعبة الفلسفة ومدير مختبر “المجتمع والخطاب وتكامل المعارف” بكلية الناظور، إن “موضوع الندوة واسع ودقيق واستفزازي لوعينا الفكري المعاصر”، مضيفا أن “الفلسفة والكلام والعلوم تراث تاريخي من جهة، وراهن نسائل في ضوئه أنفسنا عما إذا كان ممكنا أن يعاش بوعي مستقبلي من جهة أخرى”، وذلك، يتابع لمريني، “بجعله فكرا حاضرا ليس بصيغة الإحياء، وإنما بصيغة نقد ومراجعة هذا التّراث”.
فيما ثمّن فؤاد بن أحمد، مدير مؤسسة “البحث في الفلسفة والعلوم في السياقات الإسلامية”، موضوع النّدوة، الذي يتناول أحد أهم الإشكالات الفلسفية، مبرزا أن الباحثين المنتمين إلى المؤسّسة حملوا على عاتقهم هم دراسة ومقاربة هذه المواضيع باللغة العربية مثلما الأمر في لغات أخرى عن طريق التأليف والأنشطة العلمية المنظمة.
وفي الجلسة العلمية الأولى قدم الأستاذ محمد إيشو مداخلة بعنوان “الفلسفة الإسلامية في صلب التاريخ الإنساني”، تلتها مداخلة للأستاذ محمد الصادقي حول “صورة علم الكلام في فكر الفلاسفة المسلمين”، فيما تناولت الأستاذة نظيرة فدواش في مداخلتها “أثر ابن باجة في الغرب ووساطة ابن رشد”، وأخيرا قدم الأستاذ فؤاد بن أحمد مداخلة بعنوان “البحث في الفلسفة في مجتمعات المسلمين.. تقليد حديث وموضوع في طور البناء”.
وفي الجلسة العلمية الثانية تناول الأستاذ محمد مستقيم موضوع “تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية وسؤال الهوية”، فيما قدم الأستاذ محمد أبركان مداخلة حول “تحقيق النصوص العلمية من منجز المسلمين.. نحو فهم صحيح لتطور العلم حتى فجر العصر الحديث”، وختم الأستاذ الحسن أسويق مداخلات الندوة بموضوع “مشكلة بدايات الفلسفة في الأندلس.. من أجل أن تستعيد الفلسفة راهنيتها”.
وختمت أشغال الندوة بفتح باب النقاش للحاضرين لتقديم الآراء والأفكار وطرح الأسئلة إغناء للموضوع المطروح، كما قدمت شهادات في حق المحتفى به الأستاذ عبد الحي أزرقان.