مراهنة على تواصل مباشر مع المواطنين، باشرت فعاليات مدنية بالعاصمة الرباط حملات تحسيسية للتنبيه إلى الوضع الراهن للمياه بالمغرب، مستعينة في ذلك بأساليب مبتكرة تبتغي الإقناع بضرورة مراجعة سلوكيات عديدة تزيد الوضع سوءا.
وفي كورنيش أبي رقراق قامت مبادرة “قطرة ماء” بتوزيع ملصقات تحسس بضرورة الحفاظ على الماء ووضعية الجفاف التي يعيشها المغرب، فضلا عن تأطير ورشة فنية على قماش كبير الحجم من طرف أستاذة الفنون التشكيلية نادية العمارتي.
المبادرة التي نظمت، اليوم الأحد، استغلت الإقبال الكبير الذي يشهده كورنيش العدوتين عشية نهاية الأسبوع، فضلا عن السهرات الفنية التي تقام به، لاستهداف أكبر عدد من المواطنين.
واستمر حوار الشبان والشابات، الذين كانوا يرتدون أقمصة زرقاء تحسيسية، مع المواطنين لما يقارب الثلاث ساعات. كما منحوا فرصة التوقيع على القماش الكبير لجميع الراغبين، فضلا عن تلقي مقترحات المواطنين بخصوص حلول المحافظة على الثروة المائية بالمغرب.
سعيد خرازي، منسق جمعيات المجال التنموي، قال إن الحملة تأتي تفاعلا مع أزمة الماء التي يعيشها المغرب في ظل استمرار وضع الجفاف، مشيرا إلى أن التواصل المباشر مع المواطنين مكنهم من الاطلاع على عدة تفاصيل وتأثيرات الماء على الاقتصاد وغيره.
وأضاف خرازي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المواطنين لديهم فضول للاطلاع والمعرفة، كما أن المتطوعين نبهوهم إلى أن الجميع مسؤول عن حماية الثروة المائية بالبلاد، ولا بد من انخراط جماعي.
وأشار الفاعل الجمعوي ذاته إلى أن المنظمين ضمنوا الفعاليات ورشة فنية كذلك وقع فيها الجميع على تعهدهم بالحفاظ على الثروة المائية وأخلاقيات التدبير، مضيفا أن الرباط مدينة تتوفر على موارد مائية عديدة وجب الحفاظ عليها.
واستعرض المنظمون، وفق خرازي، مشاكل جمة يواجهها سكان الجبال من أجل الوصول إلى قطرة ماء، وبالتالي لا بد من تضافر الجهود وتحرك مختلف الشرائح العمرية من أجل الحفاظ على “بترول الغد” وسبب النزاعات المستقبلية.
وفي السياق ذاته، شهدت المملكة، منذ فاتح شتنبر 2021 إلى غاية اليوم، تساقطات مطرية تراوحت في المعدل بين 16.4 ملم و325 ملم؛ وهو ما يشكل عجزا يقدر بـ47 في المائة على الصعيد الوطني مقارنة بمعدل التساقطات.
وقد نتجت عن هذه التساقطات المطرية واردات مائية متوسطة، حيث بلغ الحجم الإجمالي للواردات المائية المسجلة بمجموع السدود الكبرى للمملكة خلال الفترة نفسها حوالي 1.89 مليار متر مكعب؛ وهو ما يشكل عجزا يقدر بـ85 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي للواردات، حسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس.
وانعكست وضعية الواردات على نسبة الملء الوطنية للسدود، حيث بلغ حجم المخزون المائي بحقينات السدود إلى غاية التاسع من غشت الجاري حوالي 4.42 مليارات متر مكعب، أي ما يعادل 27.4 في المائة كنسبة ملء إجمالي مقابل 42.8 في المائة سجلت في التاريخ نفسه من السنة الماضية.