عقب البرقية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس جمهورية بنما، خوسي راوول مولينو، إثر قرار بلاده تعليق أي اعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، تم التأكيد مجددًا، خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المغربي بنظيره البنمي هذا الأسبوع، على أن هذا القرار يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية بنما.
وفي هذا السياق، قال بلال لمراوي، الباحث في العلوم السياسية والقانون العام، في تصريح خص به “أخبارنا”، إن “قرار دولة بنما بسحب الاعتراف بجمهورية الوهم يحمل رمزية كبيرة، باعتبار أن هذه الدولة هي أول دولة لاتينية اعترفت بالجمهورية الوهمية. كما أنه ثمرة جهود الدبلوماسية المغربية الهادئة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وأضاف لمراوي أن “أهمية هذه الخطوة تكمن في أن بنما ستحظى بمقعد في مجلس الأمن كعضو غير دائم ابتداءً من السنة المقبلة. وجود عضو غير دائم في مجلس الأمن يتبنى مواقف معتدلة ومحايدة سيكون في مصلحة المغرب، بعيدًا عن الاتجاهات التي تخدم خصوم الوحدة الترابية”.
وأشار الباحث إلى أن “أهمية موقف بنما تزداد بالنظر إلى أنها دولة لاتينية، حيث كان هذا الفضاء الجغرافي تاريخيًا داعمًا للحركات الانفصالية تحت شعارات مثل دعم حركات التحرر. لكن الإشكالية التي تواجه المغرب هي أن بعض هذه الدول تعلّق اعترافها بالجمهورية الوهمية ثم تعيد الاعتراف بها عند تغيّر النسق السياسي الداخلي، وهو ما حدث سابقًا مع بنما نفسها”.
وأكد لمراوي أن “المهم حاليًا هو الاستفادة من تعليق الاعتراف الصادر عن عضو غير دائم في مجلس الأمن خلال فترة انتداب بنما، والعمل على تطوير منهجية جديدة تضمن ديمومة المواقف الإيجابية تجاه القضية الوطنية. يجب التركيز على جعل الدول ذات المواقف المتأرجحة تتبنى مواقف ثابتة تدعم عدالة القضية الوطنية”.