قال المصارع المغربي في رياضة “الكيك بوكسينغ” بدر هاري (37 سنة) إنه لا يفكّر حالياً في الاعتزال، مذكّرا بـ”شعوره بالقوة والمتعة” في خوضه المزيد من النزالات، وطموح الحصول على اللقب الذي يحتفظ به الهولندي ريكو فيرهوفن منذ سنة 2013.
جاء ذلك خلال ندوة صحافية الثلاثاء، جمعت هاري بخصمه الهولندي أليستر أوفريم (42 سنة) قبل نزال “Collision 4” في الثامن من أكتوبر المُقبل في ملعب “Gelredome” في مدينة آرنم الهولندية، ضمن سلسلة نزالات منظمة “غلوري” العالمية للكيك بوكسينغ.
وبشأن هزائمه المتتالية في نزالاته السابقة، قال هاري إنه كان يدافع أكثر من اللازم، مشيرا إلى أن هذه ليست طريقته في اللعب، إذ عُرف المُقاتل المغربي بهجومه على خصومه وتوجيهه ضرباته منذ بداية كل نزال.
وأشار بدر هاري إلى أن جميع مقابلاته السابقة “كانت تسير بشكل جيّد، لكن أمورا تطرأ في الأخير تؤثر على النتيجة النهائية”، وأضاف: “لكني الآن وجدت الطريق مجدّدا نحو طبيعتي الهجومية والعنيفة وطريقة الضغط على الخصم”.
واعتبر المصارع المغربي أن “الحياة ليست مرتبطة دائما بالانتصارات فقط”، مؤكدا أنه “لا يأبه بالهزائم لأنها لا تحدد نوعية المقاتل ما دامت متعلّقة بنزال واحد وليلة واحدة”، وأبرز أن أسلوب “قتاله” تغيّر تماماً بعد أن بدأ التدرّب رفقة المدرّب المغربي سعيد البدوي، مشيرا إلى أنه اكتسب طرقاً مختلفة في التفكير والنزال أيضا، وقائلا في هذا السياق: “حين أبدأ التدرب على يد أحدهم فإنني أمنحه مساحة التصرّف فأتحول إلى تلميذ، كما أرغب دائما في التعامل مع المدرّبين كتلميذ وأتعلّم باستمرار”.
أما عن خصمه المُقبل، أليستر أوفريم، فقال المتحدث ذاته إنه يعرفه منذ زمن طويل، واصفا إياه بـ”القوي لكنه يجد صعوبة مع المقاتلين الذي يعتمدون أسلوب الضغط، كما أنه تقدّم في السن كثيرا”، مشيرا إلى أنه تابع مقابلاته السابقة وتعرّف على نقاط ضعفه، خاصة أنه لم يخض أي نزال في صنف “الكيك بوكسينغ” منذ سنوات بعد عودته إلى ممارسة الرياضات القتالية المختلطة.
وجوابا عن سؤال أحد الصحافيين بشأن أحداث الشغب التي صاحبت نزاله في مارس الماضي ضد خصمه البولندي أركاديوس جوشيك، قال هاري إنه لا يحب الحديث عن هذا الأمر كثيرا، “لكن ذلك كان كارثيا”، وفق تعبيره، وأضاف: “أمارس هذه اللعبة منذ سنوات، لكن ما حدث في تلك الليلة لم يسبق لي رؤيته”، محملا المسؤولية للهوليغانز (جمهور كرة قدم يعرفون بالعنف)، الذين استقدمهم خصمه البولندي إلى بلجيكا، الذي ألغت منظمة “غلوري” تعاقدها معه مباشرة بعد النزال المذكور.
واعتبر بدر هاري أن منظمة “غلوري” قامت بالخيار الأفضل حين قرّرت إلغاء النزال والنزال الموالي (الرئيسي) الذي كان سيجمع مواطنه المغربي جمال بنصديق بالهولندي ليفي ريخترز، من أجل حماية الجماهير الحاضرة. “رغم أنه لم يكن الخيار الذي كنت أرغب فيه يومها، لأنني قدِمت لأخوض النزال وإكماله، لكنه كان خيارا صائبا”، يضيف هاري.
واعتبر بطل العالم في “الكاي وان” أن تلك الليلة كانت “صفحة سوداء” في مسيرته الرياضية.. “ليس بسبب نزالي، ولكن ما شاهدته خلال ذلك اليوم كان مرعباً”، يقول، معبراً عن ثقته في منظمة “غلوري” بأن لا يتكرّر الأمر مجددا، وضمان حماية الجميع.
أما بشأن الجمهور المغربي فقال بدر هاري: “إنني أعرفهم جيدا، وأحبهم لأنهم ظلوا يدعمونني منذ زمن طويل ولم يتسببوا يوماً في مثل هذه المشاهد الرهيبة”.
وسبق لبدر هاري أن واجه أليستر أوفريم مرتين ضمن منظمة “كاي وان” للكيك بوكسينغ، حيث فاز كل منهما في أحد النزالين بالضربة القاضية، ما يجعلهما متعادلين.
وعانى هاري على مدى سنوات من هزائم متتالية، إذ انهزم مرتين أمام حامل حزام “غلوري” الهولندي ريكو فيرهوفن بداعي الإصابة قبل نهاية النزالين، كما انهزم أمام الروماني بيني أديغبوي والبولندي أركاديوس جوشيك بالضربة القاضية، فيما ألغي نزاله الثاني مع الأخير بسبب أحداث شغب.
ويُصنّف المصارع المغربي في المرتبة السابعة ضمن ترتيب منظمة “غلوري” للوزن الثقيل، وخاض طوال مسيرته 122 نزالا، فاز في 106 منها، من بينها 92 بالضربة القاضية، فيما انهزم في 16 نزالا.