بعد توقف دام ثماني سنوات، تعود “ليلة الأندلس” للواجهة الفنية بمدينة تطوان لتجديد اللقاء مع الولوعين بالموسيقى الأندلسية، في نسخة خامسة تنظمها مؤسسة محمد الأمين الأكرمي للحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي مساء يوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 بمسرح إسبانيول التاريخي، على الساعة السابعة والنصف، تحت شعار ” نفحات فنية من الضفتين.. المغربية الإسبانية”، للاحتفاء بالترابط الثقافي بين المغرب وإسبانيا، وإبراز الهوية الفنية المشتركة التي كانت ولا تزال من أبرز ملامح مدينة تطوان.
وفي تصريح للفنان محمد الأمين الأكرمي أحد أبرز رواد الموسيقى الأندلسية بالمغرب، ورئيس جوق محمد العربي التمسماني للمعهد الموسيقي بتطوان، ورئيس مؤسسة محمد الأمين الأكرمي للحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي، خص به جريدة أخبارنا على هامش ندوة صحفية نظمت مساء الثلاثاء بنادي تطوان الثقافي للإعلان عن الدورة الخامسة لـ”ليلة الأندلس”، أكد أن عودة هذا الحدث الفني للواجهة تعكس إصرار القائمين على القطاع الثقافي في إقليم تطوان على إحياء الموروث الموسيقي الأندلسي الغني، معبراً عن سعادته بالاهتمام الكبير الذي يوليه عامل صاحب الجلالة الملك محمد السادس علة إقليم تطوان للجانب الثقافي بشتى أنواعه.
وأوضح الأكرمي أن هذه الدورة تتيح فضاءً فنياً لكل من الفنانين المحليين والإسبان لتقديم عروض موسيقية متنوعة، مشيراً إلى أن “ليلة الأندلس” ستحظى بمشاركة جوق محمد العربي التمسماني – تطوان برئاسة الفنان محمد الأمين الأكرمي، وجوق الفنان المبدع محمد الأمين الدبي – الرباط، وفرقة رقص الفلامنكو الإسبانية برئاسة الفنانة مرسيديس، “مما يعزز القيمة الثقافية لدورة هذه السنة، ويقدم للجمهور مزيجاً فنياً بين الموسيقى الأندلسية والتراث الإسباني” يضيف ذات المتحدث الذي شدد على ضرورة دعم مثل هذه المباردات التي تسعى للحفاظ على الموروث الفني للحمامة البيضاء، حتى لا تضطر للتوقف اضطرارا كما كان الحال منذ سنة 2016 .
-إحياء التراث الفني الأندلسي عبر تعاون موسيقي دولي
واعتبر الأكرمي أن دورة “ليلة الأندلس” لهذا العام، تنفرد عن سابقاتها بعرض موسيقي ضخم سيقام يوم الجمعة المقبل، بمسرح إسبانيول بتطوان في الساعة السابعة والنصف مساءً، مشيرا إلى أن البرنامج سيضم عدة فقرات فنية تزاوج بين مقاطع من الموسيقى الأندلسية ورقص الفلامينكو الإسباني في تناغم استثنائي يعكس عمق الروابط الثقافية بين الضفتين.
وكشف أن العرض الفني سيستهل بموسيقى أندلسية تؤديها الفرقة المغربية، سيتلوها عرض فلامنكو تقليدي، ثم سيختتم بأمسية مشتركة تجمع بين الجوق الأندلسي المغربي وفرقة الرقص الإسبانية، سعيا إلى إحياء تجربة الفنانين الراحلين محمد العربي التمسماني وعبد الصادق شقارة، اللذين تركا بصمة لا تُمحى في الموسيقى الأندلسية من خلال تعاونهما مع فرق فنية إسبانية، يقول رئيس المؤسسة المشرفة على تنظيم دورة هذه السنة .
-رسالة إلى أهل تطوان لدعم الثقافة المحلية
دعا الأكرمي في ختام تصريحه لجريدة “أخبارنا”، سكان مدينة تطوان إلى حضور فعاليات الدورة الخامسة من “ليلة الأندلس” مشددا على دعم هذا الحدث الفني، ومؤكداً أن المدينة كانت دائماً ملتقى للفعاليات الثقافية والفنية التي احتضنت الأنشطة الموسيقية بجميع أشكالها. وأضاف: “نتطلع إلى أن تصبح دوررات ‘ليلة الأندلس’ حدثاً سنوياً يجسد الثقافة العريقة للمدينة ويعكس شغف أهلها بالفن الأندلسي، مما يعزز مكانة تطوان كعاصمة للثقافة والفن على مستوى الوطن.”
ويسعى مهرجان “ليالي الأندلس” في موسمه الخامس إلى إعادة إحياء التراث الفني الأندلسي لمدينة تطوان، والتأكيد على أهمية الفن كجسر ثقافي بين الحضارات. ويأمل المنظمون أن يحظى هذا الحدث الفني بالدعم والتقدير ليظل إرثاً ثقافياً يعبر عن هوية المدينة ويثري المشهد الثقافي المغربي، طامحين إلى أن يتحول إلى مهرجان سنوي ينضاف إلى أجندة المدينة الفنية السنوية ليبرز غنى المشهد الفني المحلي وتعدد روافده.