صرخة أخرى أطلقتها حناجر آباء وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، اليوم الثلاثاء أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من أجل إثارة انتباه الحكومة إلى الزمن المهدور في حل ملف أبنائهم، واحتجاجا على إصرار الوزير عبد اللطيف ميراوي على تنظيم الامتحان كشرط للإدماج.
ونادى المحتجون في الوقفة التي تعد الثامنة من نوعها منذ بداية مسلسل الشد والجذب هذا، بـ”فتح حوار عاجل من أجل طرح عدد من الحلول الممكنة التي تحتاج فقط إلى الإنصات”، على حد تعبير محمد خوخشاني، أب طالب عائد من أوكرانيا وعضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية لطلبة المغرب بأوكرانيا.
وقال خوخشاني في تصريح لهسبريس: “في البداية، استبشرنا خيرا بعدما أعلن الوزير عن إطلاق المنصات، بالرغم من أنه لم يطلب رأي الطلبة في الموضوع، وأقبل ما يزيد عن 7000 طالب على المشاركة في المنصة الأولى، فيما تم تسجيل حوالي 3000 طالب في المنصة الثانية”، مضيفا أن “الوزير ضرب عرض الحائط هذه المئات من الطلبة وخرج بقرارات أحادية لم تحظ بقبولهم ولا بدعم أوليائهم”.
وطالب المتحدث الحكومة بالإنصات إلى مختلف الحلول التي يقترحها الطلبة، مؤكدا أن منهم من يرغب في استمرار دراسته بأوكرانيا وبصيغة “عن بعد”، كما أن هناك من يفضل الإدماج بالمغرب، ومن يرجو الدراسة في الدول المجاورة، وآخرون يبتغون التوجه إلى القطاع الخاص، “فلماذا تريد الوزارة إهدار هذه الطاقات التي تضع نفسها وكفاءتها رهن إشارة المواطنين؟”.
ليلى، أم طالب يدرس بأوكرانيا، اعتبرت تصريح وزير التعليم العالي في البرلمان، الذي أعلن فيه عزم الوزارة تنظيم الامتحان بعد عيد الاضحى، “حلا ترقيعيا لا يخدم الطلبة العائدين قسرا من حرب أوكرانيا في شيء”، واستغربت إعلان المسؤول الحكومي هذه السنة بيضاء، واصفة الأمر بأنه “إجحاف” في حق الطلبة الذين استمروا في متابعة دراستهم، كما أنهم حاليا في فترة امتحانات، فيما المقبلون على التخرج منهم ينتظرون التوصل بشواهدهم الجاهزة في جامعات أوكرانيا.
وتساءلت ليلى في اتصال مع هسبريس: “بأي حق سيتم احتساب سنة ناقص واحد لهؤلاء الطلبة في وقت يمكن اللجوء لإدماجهم ومن لم يساير مستوى الدراسة حينها ستحذف له سنة تلقائيا؟”.
وفيما يتعلق بحديث الوزير عن جودة التعليم بالنسبة للطلبة القادمين من أوكرانيا، أوضحت المتحدثة لهسبريس أن طلبة كليات الطب، في اللحظة التي تدلي فيها بهذا التصريح، ينظمون وقفة احتجاجية ويتحدثون عن ضعف الجودة في الجامعات المغربية أمام كلية طب الأسنان وكلية الطب والصيدلة بالرباط، كما أنهم يرفضون حتى زيادة نسبة 20 بالمئة في عدد الطلبة الذين سيتم تسجيلهم خلال العام المقبل، لعدة أسباب مرتبطة بضعف مجالات التدريب وعدد المؤطرين والمشرفين.
وتابعت قائلة: “هناك كرسي واحد يتناوب عليه حوالي 17 طالبا، فعن أي جودة يتحدث الوزير؟ وإذا استمر في مواجهة أبنائنا بهذه اللغة، فنحن بدورنا نعلن أنه في ظل هذه الظروف في الكليات المغربية نخشى تراجع مستوى جودة تكوين أبنائنا”.
وشدد المحتجون على أن هذه الوقفة تأتي من أجل تذكير وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بوعد قدمه بتاريخ 4 مارس من السنة الجارية، مفاده أنه سيقوم بإدماج الطلبة، وأن هذا ما شجعهم على العودة.