أشاد مسؤولون عسكريون أمريكيون بقدرات جنود وضباط القوات المسلحة الملكية خلال تمارين “الأسد الإفريقي”، لاسيما سلاح المشاة المظليين الذين قاموا بحركات معقدة تتطلب مهارات تطبيقية وكفايات تقنية دقيقة.
وأجمع ضباط أمريكيون من المجموعة التاسعة عشرة للقوات الخاصة (المحمولة جوا)، وجيش يوتا، والحرس الوطني، على الاحترافية والمهارات العالية التي يتمتع بها أفراد القوات المسلحة الملكية من ضباط وضباط الصف وجنود.
وكانت طائرة مغربية من طراز “C-130” قد حطّت في وقت سابق بمنطقة كرير بيهي محملة بعشرات الجنود المغاربة والتونسيين الذين أجروا تمارين تهم السقوط الحر والثابت.
والقفزة-كما تُعرف بعملية محمولة جواً-هي جزء من مناورات “الأسد الإفريقي”، أكبر تمرين سنوي مشترك للقيادة الأمريكية في إفريقيا يستضيفه المغرب وغانا والسنغال وتونس في الفترة من 6 إلى 30 يونيو.
وسافر الجنود من أكادير إلى مجمع تدريب كرير اللبوهي. وقبل القفز، أجرى الجنود الأمريكيون تدريبًا أساسيًا لتجديد المعلومات المحمولة جواً وتدريبًا مستدامًا محمولًا جواً. و”BAR/SAT” عبارة عن تمرينات تجريبية تساعد لاعبي القفز على تذكر وتصور أهم عناصر الخروج بأمان من الطائرة والهبوط دون إصابات.
وقال الرقيب أندريا مينديز، جندي في مجموعة القوات الخاصة التاسعة عشر: “شعرت بالرعب لأنه مر أكثر من عام منذ تخرجي من مدرسة القفز وهبطت بقوة على الصخور، لكن لم تكن هناك إصابة خطيرة”.
وأضاف الجندي الأمريكي: “أود أن أقول إنني فعلت [هبوطًا بالمظلة] مثاليًا لأنني أعاني من كدمات في جميع أنحاء جسدي. لقد فوجئت بمدى حسن التعامل مع مستوى الهبوط، لأنه يختلف عن المعتاد في مدرسة القفز”.
ومظلة “T-10” التقليدية المستخدمة في مدرسة القفز غير قابلة للتوجيه، في حين إن مظلة “MC-6” التي تستخدمها قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، تعتبر قابلة للمناورة مع مفاتيح التبديل وفتحات التهوية التي تسمح ببعض التوجيه المحدود.
وعند وصولهم إلى المدرج الجوي، ارتدى الجنود من كل دولة مظلاتهم ثم انتقلوا إلى “Jumpmaster Personnel Inspection” (JMPI)، حيث تم فحصهم للتأكد من أنهم مجهزون بشكل صحيح وجاهزون للقفز بأمان.
وقال الرقيب داستن بوياك، قائد القفز المظلي: “كان الأمر برمته تحديًا كبيرًا”، مضيفا: “عندما ذهبنا إلى اجتماع التنسيق المحمول جواً، كان هناك تناقل بين الإنجليزية والفرنسية والعربية ذهابًا وإيابًا، ولكن في النهاية نجح كل شيء. شعار كتيبة دعم المجموعة هو: إيجاد طريق، وقد فعلنا ذلك”.
وتابع بوياك بأنه: “كان من الرائع القفز من طائرة مغربية والاطلاع على إجراءاتها التي تكيفنا معها، ورؤية كيف سيتأقلمون مع إجراءاتنا”.
في قفزة “CARP”، يعطي الطيارون “الضوء الأخضر” للخروج بناءً على أدوات الملاحة الخاصة بهم، بينما يبحث “GMRS”، قائد القفز في الطائرة، عن نقطة الإطلاق عن طريق اكتشاف الألواح في منطقة الهبوط قبل السماح للمظليين بالخروج من الطائرة.
ويخطط مظليو الدول المشاركة لعقد مراسم تبادل الأجنحة في 28 يونيو، وهو حدث تقليدي بعد عملية مشتركة ناجحة محمولة جوا.
وقال الميجور جنرال مايكل جي تورلي، مساعد جنرال في الحرس الوطني في ولاية يوتا: “التدريبات متعددة الجنسيات مثل الأسد الإفريقي تسمح لبرنامج شراكة ولاية يوتا للحرس الوطني بالاستمرار في بناء وتعزيز العلاقات المهنية مع دعم قابلية التشغيل البيني للقوات. كما أنها تسمح لكلا الطرفين بتطوير التكتيكات والتقنيات والإجراءات معًا، وتعزيز قدرات جميع المشاركين.”
وتتواصل هذه التدريبات إلى غاية 30 يونيو الجاري بمناطق أكادير وتيفنيت وطانطان والمحبس وتافراوت وبنجرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من جيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.
وتعتبر المحبس من أهم المناطق العسكرية بحكم وجودها على بعد أقل من أربعين كيلومترا من مخيمات تندوف، وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود الشرقية للمملكة.
ويعزز التمرين قابلية التشغيل البيني بين الدول الشريكة، ويدعم الاستعداد الاستراتيجي العسكري للولايات المتحدة للاستجابة للأزمات والطوارئ في إفريقيا وحول العالم.
وبميزانية قدرها 36 مليون دولار، يجمع “الأسد الإفريقي” لهذا العام 7500 جندي من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، ومن دول أخرى.