تزامنا مع احتفالات الشعب المغربي بعيد الاستقلال المجيد، بثت القناة الأولى، يوم الاثنين 18 نونبر الجاري، حلقة جديدة من السلسلة الوثائقية “شاهد من ذاكرة التاريخ”، سلطت من خلالها الأضواء على شخصية المناضل “أبي بكر القادري”.
وارتباطا بالموضوع، تطرقت هذه الحلقة لإحدى أبرز محطات النضال الوطني ضد الاستعمار، حيث استعرضت ملامح الحركة الوطنية المغربية ودورها الحيوي في تحرير الوطن، كما سلطت الأضواء على الجهود الجبّارة التي قام بها رموز وطنيون بارزين تحت راية الملك محمد الخامس وولي عهده آنذاك، صاحب السمو الأمير مولاي الحسن، رحمهم الله، لمواجهة المستعمر الغاشم وتحقيق الاستقلال، عبر ملحمة تاريخية تُبرز قيم النضال، والوطنية التي كانت الأساس الراسخ لنجاح الحركة الوطنية في تحقيق طموحات الشعب المغربي في الحرية والسيادة، وترسيخ معاني العزة.
في ذات السياق، أشار “أحمد ياسين بن طالب”، مخرج هذا السلسلة الوثائقية، إلى أن هذه الحلقة، تناولت شخصية “أبو بكر القادري”، في محاولة لإبراز الدور الرئيسي والكبير الذي لعبه هذا الرمز الوطني الفريد في لحظات حاسمة من تاريخ المغرب، من خلال تأسيس أول مدرسة خصوصية للتعليم تهدف إلى تعزيز الوعي السياسي لدى المغاربة وتعريفهم بحقهم في تقرير المصير.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن تأسيس “مدرسة النهضة” بمدينة سلا، شكل نقلة نوعية ساهمت في تأطير المجتمع المغربي، موضحا أن دورها وجهودها لم تقتصر فقط على تأهيل الرجال فقط، بل كانت سبّاقة في تأطير الفتيات وإشراكهن في النضال الوطني، قبل أن يؤكد أن هذه الحلقة ليست فقط سرداً لتاريخ شخصية عظيمة، بل هي أيضاً شهادة على مدى قدرة الفكر والتعليم على قيادة التغيير، وعلى دور المؤسسات التربوية في تعزيز الوعي الوطني و إشعال شرارة النضال.
في سياق متصل، توجه المخرج “أحمد ياسين بن طالب”، بجزيل الشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل الوثائقي المتميز، وفي مقدمتهم الأبناء البررة للفقيد أبو بكر القادري، الذين ساهموا بشكل فعّال في إثراء الفيلم برصيدهم الوثائقي القيم، بما في ذلك الصور النادرة والأرشيف الخاص المعروف بـ”أرشيف نانت”، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة، أضفت بعداً تاريخياً ومعرفياً يعزز مصداقية العمل ويربط المشاهد مباشرة بواقع تلك الفترة المهمة من النضال الوطني.
كما توجه المتحدث ذاته بالشكر الموصول إلى جميع الضيوف الكرام الذين شاركوا بشهاداتهم الحية، وهم شخصيات بارزة عايشت أهم المحطات النضالية للراحل “أبي بكر القادري”، مشيرا إلى أن هذا التوثيق ما كان ليكتمل بهذه الحرفية والتميز لولا الجهود الجماعية والتعاون الصادق بين كل الأطراف المعنية، الذين عملوا بتفانٍ وإخلاص لضمان خروج هذا الفيلم بتلك الصورة المشرفة.
في هذا الصدد، قال “أحمد ياسين”: “لا يسعني إلا أن أعبر عن خالص الامتنان لفريق العمل المتميز الذي ساهم بجهوده الدؤوبة وإبداعه في إخراج هذا العمل الوثائقي بالشكل الذي يليق بعظمة شخصية أبو بكر القادري ومكانته في تاريخ المغرب، بداية بالأخ العزيز عبد الرزاق الحوات، مروراً بفريق التصوير المميز، المكون من الثنائي الديناميكي عزيز العمريشي ومحمد عشاق، و كذا فريق المونتاج المؤلف من الصديقين العزيزين أيوب الشابلي ومصطفى الركيبي، وأيضا المهندس خالد اكدي والأخ العزيز محمد الطنطاوي والسيد ابراهيم بن بوية.
وتابع قائلا: “أخص بالشكر والتقدير السيد عمر الرامي، المدير المركزي للإنتاج والبث، على توجيهاته القيمة التي أثرت جميع مراحل العمل، بدءاً من الإعداد وحتى الإخراج”، مشيرا إلى أنه لعب دوراً محورياً في تأطير الفريق وتقديم الملاحظات البناءة التي ارتقت بجودة الإنتاج.
كما شدد مخرج العمل على أن الدعم المستمر لـ”الرامي”، من خلال توفير الإمكانيات الفنية واللوجستية، خلف أثرا بالغا في تذليل العقبات وضمان انسيابية سير العمل على أفضل وجه، حيث قال في هذا الصدد: “لقد تجلت بصماته الواضحة في كل تفصيل من تفاصيل هذا الإنتاج المتميز، مما يجعل هذا العمل شهادة حيّة على جهوده الاستثنائية وتفانيه الكبير في تحقيق النجاح والتميز”.
تبقى الإشارة فقط إلى أن إعادة بث هذه الحلقة، سيكون يوم السبت المقبل، 30 نونبر ابتداء من الساعة 15h35.