قالت الدكتورة حنان اتهاميك ممثلة الشباب المغربي لدى الحزب الشيوعي الصيني إن زيارة الرئيس الصيني الأخيرة للمغرب كانت بالغة الأهمية، حيث طُلب منها مباشرة بعد اللقاء الذي جمع الأمير مولاي الحسن و شي جين بينغ، الإجابة على عدة أسئلة حول الصحراء المغربية سيطلع الرئيس الصيني شخصيا وكبار المسؤولين في البلاد على إجاباتها، ما يعكس اهتمام القيادة الصينية المباشر بآراء النخب المغربية المقيمة بالصين حول هذه القضية المحورية.
وأكدت اتهاميك، في إجاباتها على أن المغرب يتطلع إلى دور أكثر حيوية للصين في دعم موقف المملكة من قضية الصحراء، انطلاقا من مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون الاستراتيجي، حيث يأمل المغرب على المستوى السياسي، أن تدعم الصين مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه تحت رعاية الأمم المتحدة كحل عملي ودائم للنزاع، وهو ما من شأنه أن يعزز هذا الموقف في المحافل الدولية ويعكس أهمية العلاقة بين البلدين ويبرز التزام الصين بالاستقرار الإقليمي، وذلك بالتزامن مع تطوير شراكة اقتصادية عميقة مع الصين من خلال استثمارات كبرى في الصحراء، بما يعزز رؤية المغرب لتحويل مدن مثل الداخلة والعيون إلى مراكز اقتصادية إفريقية مستدامة.
وعلى المستوى الدبلوماسي، يلعب الحضور الصيني حسب الدكتورة المغربية، دورا حيويا في مجلس الأمن وفي المنتديات الدولية الأخرى لدعم وحدة الأراضي المغربية، حيث يرى المغرب أن بإمكان الصين تسخير نفوذها لدعم مقترحاته في مواجهة التحديات التي تطرحها أطراف إقليمية معارضة، مثل الجزائر وجبهة البوليساريو، وهو الدعم الذي يتماشى مع مبادئ الصين المتمثلة في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ما يعكس التزاما بالتعاون والسلام العالميين.
وشددت المتحدثة على أن الصين تمتلك فرصة استراتيجية لتعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا عبر دعم الحوار بين المغرب والجزائر، من خلال لعب دور الوسيط المحايد، حيث يمكن للصين تشجيع الطرفين على التفاهم، خصوصا في قضايا إقليمية مثل الصحراء والأمن، بالإضافة إلى دعم التكامل الاقتصادي الإقليمي باعتباره فرصة كبيرة يمكن للصين أن تدعمها عبر مبادرات مثل “الحزام والطريق”، ما يساهم في خلق بيئة مستقرة تعود بالنفع على جميع الأطراف.
وأشارت حنان اتهاميك إلى أن خطوة افتتاح قنصلية صينية في العيون أو الداخلة تمثل أحد أبرز المطالب المغربية، حيث ستكون هذه الخطوة رمزا دبلوماسيا يعكس التزام الصين بتعزيز شراكتها مع المغرب، كما ستفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي، كما أن تزايد الاستثمارات الصينية في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة، يمكنه أن يضع الصحراء المغربية في قلب الشراكة الإفريقية-الصينية.
وختمت اتهاميك إجاباتها بالتأكيد على أن قضية الصحراء المغربية تحظى بأهمية كبرى لدى المغاربة باعتبارها قضية وطنية تتجاوز الأبعاد السياسية إلى كونها جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، ما يجعل من دعم الصين للموقف المغربي ليس مجرد تعزيز للعلاقات الثنائية بين البلدين فقط، وإنما هو مساهمة أيضا في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتكامل الاقتصادي، حيث أن الشراكة المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل يمكن أن تصبح نموذجا للتعاون بين الدول النامية، ما يمهد الطريق لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة.