يعيش إقليم سطات على وقع أزمة في المياه الصالحة للشرب بسبب الانقطاع المستمر واليومي، على خلفية حالة الإجهاد الحاد والندرة في هذه المادة الحيوية، وهو الانقطاع الذي يخلف تذمرا واسعا وسط الساكنة.
الوضع المائي الصعب بالإقليم، دفع عمالة إقليم سطات، أمس الثلاثاء، إلى عقد اجتماع موسع مع مختلف المتدخلين لمناقشة إجراءات تدبير الإجهاد المائي بالإقليم نتيجة توالي سنوات الجفاف وضعف الموارد المائية وتراجع حقينة السدود.
ودعت السلطات الإقليمية إلى مواجهة التحديات المطروحة لتوفير هذه المادة الحيوية من خلال ترشيد وعقلنة استهلاك الماء، والتصدي بحزم لظاهرة الاستعمال غير القانوني للماء أو تبذيره، والتعبئة القصوى من أجل تدبير أمثل للإجهاد المائي.
وأكدت على ضرورة اتخاذ عدة إجراءات تهدف من جهة إلى تحسيس مستعملي الماء بخطورة الوضعية، ومن جهة أخرى إلى ضرورة الحفاظ على الأمن الغذائي والمائي والتي يجب أن تترجم باقتصاد مهم لهاته المادة، خاصة عبر العمل على تنظيم وتقنين الصبيب، ومحاربة الغش وتبذير وضياع الماء، والإجراءات المواكبة في إنجاز المشاريع، والتعبئة والحملات التحسيسية.
وأعلنت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء للشاوية، نهاية يوليوز المنصرم، أن التزويد بالماء الصالح للشرب بمدينة سطات سيتوقف ابتداء من الساعة العاشرة ليلاً إلى حدود الساعة السادسة صباحا من كل يوم، وذلك نتيجة ندرة المياه التي يشهدها الإقليم، داعية إلى ضرورة الحفاظ على هذه المادة الحيوية وترشيد استعمالها في كافة النشاطات اليومية.
وفي ذات الصدد، وجه مستشارا حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بجماعة سطات، مراسلة لعامل الإقليم، ورئيس المجلس الإداري للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، سجلا فيها الانقطاعات المتكررة للماء، مع التنبيه إلى تردي جودة الماء الصالح للشرب.
ولفت المستشاران إلى حجم الأضرار التي تلحقها بساكنة المدينة، الانقطاعات اليومية والمتكررة للماء بشكل غير طبيعي وغير مرئي كذلك في مدن أخرى، مسجلين بقلق شديد اختلالا كبيرا في التواصل من طرف الوكالة المستقلة وكل المؤسسات المتدخلة والمعنية بالموضوع.
ونبه ذات المصدر إلى التردي الملحوظ في جودة الماء والتحول الواضح والبارز في مذاقه ولونه، مما ترتب عنه حالة من الهلع والخوف لدى ساكنة سطات وتساؤلها حول مدى احترام المعايير الجاري بها العمل بالنسبة للماء الصالح للشرب، مع المطالبة بالتدخل العاجل من أجل معالجة هذه الوضعية الشاذة.