أعلنت مجموعة من الفعاليات المدنية والجمعوية بمدينة تاهلة، بإقليم تازة، عن تأسيس دينامية باسم “تمورث” لدعم ومساندة ضحايا حرائق الغابات التي اندلعت قبل أيام على مستوى جماعة الصميعة.
جاءت هذه الدينامية بمبادرة من جمعية أدرار للتنمية والبيئة، وتضم فعاليات جمعوية عدة، محلية وإقليمية ووطنية، تحت شعار “جميعا من أجل مساندة مواطنينا بالجبل”، وينسق أعمالها الأستاذ الجامعي مصطفى اللويزي.
وقالت الدينامية في بلاغ لها، توصلت به هسبريس، إن “الحرائق التي التهمت ما يناهز 500 هكتار من الغابات أتت على محاصيل الفلاحين وعلف بهائمهم ومساكن العديدين منهم، جاءت لتفضح مرة أخرى طبيعة السياسات العمومية المتقاعسة تجاه المناطق الجبلية”.
وذكر البلاغ أن “كل من مر بهذه المنطقة وبدواويرها التي كانت مسرحا لكارثة الحريق، ستنتابه الدهشة من المفارقة الكبيرة بين المؤهلات الطبيعية والبيئية والفلاحية التي تزخر بها المنطقة من جهة، والنقص الفظيع في البنيات التحتية وسيادة الاقتصاد المعيشي التقليدي من جهة أخرى”.
وأشارت الدينامية إلى أن سكان الدواوير المتضررة من الحرائق يعيشون على إيقاع إهمال كبير على الرغم من تعدد المؤسسات المتدخلة محليا في العمل التنموي، إضافة إلى المصالح الحكومية الخارجية والمركزية.
وأورد البلاغ أن سد باب لوطا المتواجد في المنطقة يزود إقليمي تازة وكرسيف بالماء الشروب على بعد 70 كلم و120 كلم تقريبا، “لكنه لا يقدم نفس الخدمة العمومية الضرورية والحياتية للدواوير المحيطة به على بعد بضعة كيلومترات فقط التي تعيش على إيقاع ندرة المياه ومعاناة يومية للحصول على الماء”.
أمام هذا الوضع، طالبت دينامية “تمورث” الحكومة المغربية باعتبار المنطقة “منكوبة” وتحمل مسؤولياتها، كما طالبت السلطات المحلية والجماعات الترابية وغرفة الفلاحة بـ”التحرك العاجل والضروري لحل إشكالات الماء والكهرباء وأعلاف المواشي لتستطيع الساكنة العودة لجزء من حياتها اليومية المعتادة في هذا الفصل الحار”.
وشددت الدينامية على “ضرورة إخراج قانون للجبل إلى حيز الوجود من أجل تحقيق عدالة مجالية عبر سياسات عمومية خاصة تمكّن هذه المناطق من الاستفادة من تنمية مناسبة لطبيعتها ومجالها”، ودعت أبناء المنطقة ومختلف المواطنين إلى المشاركة في عملية دعم ومساندة السكان كنوع من التعبير عن التضامن والتآزر معهم، ولإعادة معالم الحياة العادية إلى دواويرهم.