نيران الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والجزائر المشتعلة منذ شهور تصل إلى الصفقات العسكرية المبرمة بين البلدين، فقد تخلى النظام العسكري الجزائري عن صفقة لشراء طائرات إسبانية خاصة بإطفاء الحرائق.
ومنذ إعلان الحكومة الإسبانية دعمها مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية باعتباره “حلا سياسيا وحيدا” للنزاع، نهج النظام الجزائري سياسة عدائية ضد جيرانه الإقليميين، واتخذ قرارات متسرعة حشرته في زاوية ضيقة.
وأكد موقع “مينا ديفنس”، المتخصص في الصفقات العسكرية، أن السلطات الجزائرية تراجعت عن شراء طائرات للإطفاء تنتجها شركة “بليزا” الإسبانية.
ووفقا لمصادر الموقع المتخصص في الصفقات العسكرية، فقد جرى “إلغاء صفقة استيراد طائرات الإطفاء الإسبانية”.
ووقف الموقع سالف الذكر عند تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا والتي أتت “عقب تحول موقف مدريد إزاء قضية الصحراء المغربية”.
وقررت السلطات الجزائرية إلغاء العقد مع شركة “Plysa” الإسبانية المتخصصة التابعة لشركة الطيران “Air Nostrum” لتوريد طائرات القاذفات المائية.
وفي اتصال مع الموقع نفسه، قالت شركة “Plysa” إنها “علمت بالقرار السيادي للجزائر الذي يلتزم به المدير العام للشركة”، وقالت إنها “مستعدة للرد على جميع طلبات السلطات الجزائرية”.
يذكر أن شركة “Plysa” الإسبانية استجابت لنداء السلطات الجزائرية العام الماضي، بإرسال أجهزة خلال 24 ساعة خلال ذروة شهر غشت 2021.
ومقابل هجوم جزائري ضد المصالح الإسبانية يفتقد للبروتوكول، تتشبث مدريد بقرارها الداعم لمغربية الصحراء، على الرغم من قرار الجزائر تعليق معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار بين البلدين.
وفي الثامن من يونيو، علقت الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة مع إسبانيا منذ عام 2002. وفي اليوم نفسه أعلنت عن تجميد الديون المباشرة في العمليات القادمة من إسبانيا والمتجهة إليها، قبل أن تخرج المفوضية الأوروبية للدفاع عن إسبانيا، كدولة عضو، متهمة الجزائر بانتهاك معاهدة الشراكة التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي.
وتلوح الجزائر بأوراق الهجرة والإرهاب والاقتصاد لمواجهة التقارب الإسباني المغربي الأخير حول الصحراء، حيث تصل قيمة صادرات إسبانيا إلى حوالي 2000 مليون سنويا.
في سياق عزمها على الاستغناء عن الغاز الجزائري، في أعقاب قيام الجزائر بإغلاق خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي من جانب واحد، وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها واعتبارا لسياسة الابتزاز الجزائرية، خفضت إسبانيا بشكل جذري وارداتها من الجزائر لصالح الغاز الأمريكي.