شدد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على أن الجمعيات المكلفة بتدبير أقسام التعليم الأولي في المؤسسات التعليمية العمومية، “ملزمة باحترام بنود مدونة الشغل، والوفاء بحقوق المربيات والمربين”، مؤكدا أن الوزارة “لن تتساهل في هذا الجانب”.
وقال بنموسى، في تصريح لهسبريس، جوابا على سؤال حول شكاوى عدد من مربيات التعليم الأولي من تأخر الجمعيات في صرف الرواتب لمدة تمتد لشهور، كما حصل السنة الفارطة، إن “الوزارة تؤكد في تعاقدها مع الجمعيات على احترام الحقوق الشغلية للمربيات والمربين”.
وأردف الوزير الوصي على قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على هامش زيارته إلى أحد مراكز تكوين المربيات والمربين بمدينة سلا، اليوم الخميس، بأن “هناك بعض الجمعيات ربما تواجه صعوبات ومشاكل، أو لا تحترم هذه القواعد، وهدفنا في الوزارة هو انتقاء الجمعيات التي تشتغل بالجودة المطلوبة وتحرص على احترام القانون، والجمعيات التي لا تحترم القانون ما عنْدها ما تْديرْ فهادْ القطاع”.
وعلى الرغم من أن وزارة التربية الوطنية أصدرت مذكرة خلال الولاية الحكومية السابقة ربطت فيها استفادة الجمعيات من الدعم المالي الذي تقدمه لها الوزارة باحترام الحقوق الشغلية للمربيات والمربين المنصوص عليها في مدونة الشغل، إلا أن فئة من العاملين في هذا القطاع يشتكون من عدم التزام الجمعيات بمقتضيات هذه المذكرة.
وخاضت مربيات ومربو التعليم الأولي وقفات احتجاجية في عدد من الأقاليم، وعلى المستوى المركزي أمام مقر وزارة التربية الوطنية في الرباط، طالبوا فيها بإلزام الجمعيات بصرف الأجور في وقتها المحدد، والتصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ورفع “التعسف وسوء المعاملة” الذي يطال مربياتٍ من طرف بعض الجمعيات.
في المقابل، قال شكيب بنموسى، إن جميع المربيات والمربين العاملين مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي يتمتعون بكافة حقوقهم المنصوص عليها في القانون، مضيفا: “يمكنك أن تسألهم واحدا واحدا، وستتكوَّن لديكم صورة مغايرة حول ما يتم ترويجه”.
ومع ذلك، لمْ ينْف بنموسى وجود جمعيات لا تلتزم بواجباتها تجاه المربيات والمربيين، مشددا على أن هذه الجمعيات لا مكان لها في القطاع.
وقال: “نحن نؤكد على ضمان حقوق المربيات والمربين في تعاقدنا مع الجمعيات، وهذا دور الوزارة ونحن نقوم به، وفي الوقت نفسه نقوم بمواكبة الجمعيات ودعمها، حيث تقوم المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بتكوين المربيات والمربين المتعاقدين مع الجمعيات، وليس فقط العاملين المنتسبين إليها، وفي الآن نفسه نحرص على المراقبة والصرامة في تطبيق القانون”.
ويشتغل 10 في المئة من المربيات والمربين العاملين في التعليم الأولي مع الجمعيات، بينما يصل عدد المشتغلين منهم مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي إلى 41 في المئة، وفق إحصائيات سنة 2021، ويتشغل 16 في المئة منهم مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و28 في المئة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، و5 في المئة مع مؤسسة زاكورة للتربية.
وبلغ عدد أقسام التعليم الأولي التي أنشأتها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، إلى غاية السنة الفارطة، 12 ألف قسم في 82 إقليما بجميع جهات المملكة، 65 في المئة منها في المجال القروي، و30 في المئة في المجال شبه الحضري، و5 في المئة في المجال الحضري، ويدرس في الأقسام التي أنشأتها المؤسسة 250 ألف طفل.