شهدت مدينة الناظور، خلال الأيام القليلة الماضية إحدى أكبر عمليات النصب على المستوى الوطني، حيث تمكن صاحب محل للمجوهرات بقيسارية الناظور، من النصب على عدد كبير من التجار بالمدينة بالإضافة إلى مكاتب الصرف وبعض الأعيان والمنتخبين، وذلك بعدما قام بالإستلاء على مبالغ مالية كبيرة منحه له هؤلاء، قبل أن يفر إلى إسبانيا.
وتشير التفاصيل التي توصلت بها ناظورسيتي من مصادر خاصة، فإن المعني بالأمر ومنذ مدة وهو يقوم بمعاملات تجارية مع ضحاياه بطريقة تشوبها مجموعة من علامات الإستفهام، حيث أنه قام بتنويع نشاطه في هذا المجال، وكان ذكيا في التعامل معهم، حيث قام بإغرائهم بالربح السريع.
وحسب رواية أحد الضحايا، فإن المعني بالأمر كان دائما ما يشتري عليه كميات كبيرة من الذهب، ويمده بشيكات كضمانة، ويوضح الضحية أنه كان يدفع مستحقات ما اشتراه بعد أسابيع فقط دون أي مشكل ولا تأخر عن الموعد المحدد، ويضيف الضحية أن الأمور كانت تسير بشكل عادي، إلا أن أخذ أخر دفعة من المجوهرات منه والتي تفوق قيمتها 250 مليون، حيث اتصل به العديد من المرات من أجل دفع المبلغ إلا أنه كان يتماطل في كل مرة، قبل أن يختفي عن الأنظار نهائيا، وأكد هذا الضحية إكتشف أن المعني بالأمر كان يقوم بتذويب الذهب الذي يشتريه منه، ويبيعه بثمن أرخص من قيمته، وقام بهذه العملية مع مجموعة من تجار الذهب بالجملة قبل أن يقوم بضربة كبيرة وجمع حصة مالية ضخمة واختفى عن الأنظار.
وأفادت مصادر ناظورسيتي، أن من بين الضحايا يوجد سياسيين وأعضاء منتخبين بجماعات ترابية، حيث كان يقوم بأخذ أموال منهم مقابل عملات إضافية عند إسترجاعها، قبل أن يجمع مبلغ مالي ضخم على أحدهم ويختفي.
ولحد الساعة لم يتم حصر عدد الضحايا الذين وقعوا ضحية عملية النصب هذه، وقد قدم بعضهم شكايات ضده، في الوقت الذي ينتظر البعض الأخر أجال دفع الشيكات حتى يتأكدوا من عودتها ليقدموا الشكايات إلى المصالح المختصة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المواطنين العاديين الذين دفعوا أقساط للحصول على بعض المجوهرات دون أن يسلمها لهم.
وتعد هذه العملية من بين أكبر عمليات النصب التي تشهدها مدينة الناظور، ولن تفك خيوطها بسهولة خصوصا أن جميع المؤشرات تؤكد ان المعني بالأمر قام بإقفال محله الخاص بالمجوهرات بعدما قام بإخراج جميع سلعته، قبل أن يغادر خارج أرض الوطن.