فور توديع الاطفال لآبائهم بمحطة القطار بالناظور، وعدد هؤلاء المستفيدين الصغار يعد بالعشرات، دعى موظفو المحطة إلى تسريع إركاب الأطفال، كون ” التران ماعندوش الوقت” ورغم وجود العشرات من الأمتعة والحقائب الثقيلة، استمات أطر الجمعية من أجل إركاب الأطفال وإرفاق الأمتعة بسرعة على أرضية القطار، في الوقت الذي تفاجئ هؤلاء بأن المحطة لم تحجز لرحلة المخيم قاطرة خاصة كماهو المعمول به، بل ظل الركاب في شجار مع المسافرين الصغار طيلة الرحلة محاولين اقتحام أماكنهم، واشتكى آخرون من “إزعاج” الأطفال لهم بالأناشيد..
الطامة الكبرى: لا أحد يعلم بقدوم رحلة لأطفال المخيم إلى محطات المملكة متجهة نحو الشمال
وصل إلى سيدي قاسم قطار انطلق من الناظور على متنه عشرات الأطفال متجهين نحو المخيم الذي ينشدونه، بعد أن أملوا الاستفادة من رحلة كلها متعة واستجمام على متن القطار، كجزء من مغامرات المخيم، فيما تحولت تلك إلى ما يشبه الجحيم، حيث، قال مسؤول داخل القطار أنه لا يعلم يوجود أطفال المخيم ولا بوجهتهم، وأنه عليهم النزول بسرعة في محطة سيدي قاسم لانتظار قطار آخر سيصل بعد ساعة، في الوقت الذي كان واجبا على الأطفال النط بسرعة من القطار كالعادة بأمتعتهم.
الكارثة: أطفال المخيم يفترشون أرضية القطار ولا توجد مقاعد شاغرة..
حينما امتطى الاطفال قطار :”المواصلة” المار بسرعة من سيدي قاسم وهو قادم من فاس بعد انتظارهم لساعة، على رصيف المحطة، ظل الأطفال يرفقون حقائبهم بسرعة على متن القطار الشبه متحرك، قبل أن يصطدموا بواقع جديد على متن القاطرة، حيث اكتظت الأخيرة بالركاب وظل الأطفال يحرسون حقائبهم واقفين بدون وجود مقاعد شاغرة، وقد بيعت مقاعدهم لركاب آخرين، بينما تم العثور بعد مجهود طويل، على مسؤول في مقدمة القطار، طالب مؤطري الأطفال بالصبر و إدخال الأطفال بين ركاب آخرين بعد استعطافهم، في الوقت الذي نجا الاطفال من العديد من الشجارات مع المارة الذين رفسوا حقائبهم على أرضية القطار.
رحلة الرعب ستتكرر في الإياب قريبا
وبعد وصول الأطفال إلى مخيمهم سيتجدد موعدهم مع رحلة الإياب المفروضة عليهم، والمدفوع ثمنها قسرا، مع إدارة المسؤولين عن القطار الظهر لهؤلاء، على غرار ما حدث للعديد من الأطفال بالجهة الشرقية والناظور وغيرها، فما الذي فعله رجال “السكك الحديدية” بأطفال الناظور؟ هل سيتم خداعهم للمرة الثانية؟؟ وكيف سيرد هؤلاء حول الدعوى القضائية التي رفعتها جمعية لوشام للثقافة والفن بالناظور بمسمى التعرض للنصب والاحتيال؟