طه ربيع
لا يختلف اثنان في الأونة الأخيرة على ان كل شيء ارتفع سعره بالناظور باستثناء الناظوري , الاخير اصبح آلة في الشارع العام ،تجده يتحدث مع نفسه او يحرك رأسه و أصابعه لحساب عدد مشاكله .
لا يفرق الجوال في الناظور صباحا بين ايام العطلة وايام العمل، الشوارع خاوية على عروشها حتى الظهيرة !!! والباحث عن لقمة عيشه تجده من كثرة الهم والغم ( المدرسة ومصاريف الابناء , دين البقال، الماء ،الكهرباء، المصروف اليومي….. الخ) , المسكين، لا يتوقف من كثرة الحساب والشكوى و القيل والقال و شرود الذهن ،حتى تشكلت وجهه خارطة المغرب من كثرة التجاعيد التي ظهرت عليه بالرغم من صغر سنه!!!
نعم كان الشباب الناظوري يحلم بالزواج ويحلم ويتمنى أن يحصل على وظيفة و تكون له شقة متواضعة مع أسرته ، وكان الناظوري يحلم بادخال ابنه لمعاهد عليا بعيدا عن الجامعة الغير المنتجة التي درس بها ويحلم … ويحلم …طارت احلامه وحرم من حقوقه ، واذا كان يتوقع ان احلامه بحاجة الى عقد من الزمن لتتحقق , الآن بامكانه تمديد هذه الفترة الى ثلاثة عقود او اكثر. هذا اذا كان من المكافحين لاجل تحقيقه !!!
أصيب ميزان الاقتصاد بالبيت الناظوري بعجز خطير ، النفقات اكبر بثلاثة أضعاف من المداخيل . والاقتصار على الاستهلاك من حصة الإدخار في السنوات الماضية، وضع الناظوري في خانة الافلاس و على عتبة الفقر المدقع .هو الحال الذي جعل الجميع يتمنون ان يزور البلد فيروس انفلونزا الطيور ،الخرفان ،وجنون الابقار وعمى الاسماك ، لأجل انخفاض اسعارها ، وانا متأكد بانهم سيعيدون بالخروف الاحول وسيأكلون عجل أخنوش البرازيلي بدون السؤال عن الصحة .
ازدادت جرائم النصب والاحتيال وارتفعت نسبة الطلاق وظهرت مظاهر انحلال الاخلاقي بالمجتمع الناظوري بشكل مخيف على مواقع التواصل .وانتشر اطفال الشوارع (يتحدثون للغة اهل الناظور) …والخطير في الموضوع هو استغناء الوطن عن شبابه ومستقبله .