تعتبر خيام المأكولات الشعبية في الأسواق الأسبوعية بالريف، واحدة من أهم المهن التي توراثتها الأجيال أبا عن جد، لتجعل بذلك لنفسها مكانة خاصة في الموروث الثقافي للمنطقة، ما يجعل هذه الأسواق التقليدية تتميز عن تلك العصرية بفضل المأكولات التي تقدمها للزوار والطقوس التي تتم فيها مهنة “الحماس”.
وتقدم هذه الخيام مجموعة من الأطباق الشعبية بطريقة تقليدية، بداية من تحضيرها كطبخات يختلف مذاقها بحسب التسمية التي ارتبطت بالمنطقة، والتي تختلف عن مذاقها في منطقة أخرى، إلى تقديمها في أطباق متنوعة، فضلا عن الطريقة التي تقدم بها.
في مطاعم الأكلات الشعبية استطاعت أكلة “الحمص و القطبان و الكرعين” أن تتربع على عرش المأكولات كثيرة الطلب في أسواق الريف، كما هو الحال بالنسبة لأسواق سلوان، أزغنغان، والعروي بإقليم الناظور.
ومن أبرز الصور التي تميز أسواق الريف، ذلك التنوع في العادات والتقاليد، والذي تؤثثه الأكلات الشعبية، وتمنح كل منطقة طابعا خاصا، ما يجعلها محل اهتمام من الأفراد والجماعات لتوريثها إلى الأجيال.
هذا ولا يختلف اثنان في السوق، ممن حاورناهم في هذا الربورتاج، حول لذة وجودة المأكولات المعروضة في الخيام المتنقلة بين أسواقنا الأسبوعية، خصوصا تلك التي يُشهد لأصحابها بالقِدم وطيب السّمعة، مع عدم تسجيل أية شكوى من زبناء هذه الخيام على مر التاريخ.
ويؤكد الزبناء، أن الخيام تعتبر تراثا وتاريخا لطالما جمعت شمل قبائل، وأنساب، وساهمت في تعارف قبائل أخرى، وعُقِدت فيها أيضا اجتماعات كبار الأسر، ووقعت فيها اتفاقات هامة، الأمر الذي يجعلها تكتسي طابعا خاصا في الموروث الثقافي لمنطقة الريف.
من جهته، أكد محمد، صاحب مطعم متنقل، أن المهنة ورثها عن أجداده منذ ثلاثين سنة، والخيمة التي يوفرها للزبائن اشتغل فيها والده وجده قبل عشرة عقود، ما يجعل هذه المهنة عريقة وتعطي طابعا خاصا للأسواق الأسبوعية بالمنطقة.