يعتقد الخبير الروسي في العلاقات الدولي، أندريه ماسلوف، أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا لم تكن ودية على الإطلاق. وقال إن “الإيديولوجية الوطنية للجزائر تعتمد إلى حد كبير على المواجهة مع مستعمرها السابق وتأكيد الاستقلال عن فرنسا”.
وأضاف ماسلوف، متحداثا لموقع “إر بي كا” الروسي، أن هذه المواجهة، من ناحية أخرى، عادة لا تتجاوز حدودا معينة. حيث ورد تصريح الخبير الذي يشغل مدير مركز الدراسات الإفريقية في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، في سياق تدهور العلاقات بين باريس والجزائر، بعدما أعلنت فرنسا عن موقف صريح من قضية الصحراء، حيث أبلغ الرئيس إيمانويل ماكرون، يوم 30 يوليو الماضي، الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ25 لتوليه العرش، تغيير موقف فرنسا الرسمي من هه القضية، مشيرا في رسالته إلى أن “حاضر ومستقبل هذه المنطقة يقع في إطار السيادة المغربية”.
وأكد الخبير الروسي أن فرنسا والجزائر تتمتعان بعلاقات اقتصادية قوية، ولا تزال فرنسا مُوردا رئيسيا للعديد من أنواع المواد الغذائية والمعدات إلى الجزائر وتستثمر في قطاع النفط والغاز، كما أن هناك جالية جزائرية كبيرة في فرنسا، ويتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية قوية.
واستدرك ماسولوف، قوله إن “الشيء الوحيد الذي لا يسمح به هو دخول الفرنسيين في مجال الأمن، بينما تفضل الجزائر التعاون مع روسيا والصين”.
وفقا لما يراه ماسلوف، فإن “قرار فرنسا هو خطوة رمزية من حيث أننا نشهد الآن فقدان باريس لموقفها المستقل بشأن إفريقيا بشكل عام”، وأضاف أنه “إذا كانت باريس تتنافس سابقا مع واشنطن على النفوذ في إفريقيا، فإن نهجها الآن يتماشى مع منطق السياسة الأمريكية عبر الأطلسي في القارة.”