وفق مقاربة تاريخية تراثية، يستعيد مسلسل “عين كبريت”، للمخرج عهد بنسودة، الوجه المشرق لمدينة فاس في عهد المرينيين، من خلال قصة “مولاي يعقوب الأشقر البهلولي”، و”لالة شافية”.
وتتمحور السلسلة التاريخية، التي انتهى المخرج من تصوير مشاهدها بمدينة فاس، حول “رجل العلم والكرم مولاي يعقوب، وعلاقة الحب الشاعرية التي جمعته بابنة التاجر الحاج حماد، غيثة التي تم دفنها بحامة مولاي يعقوب وأطلق على ضريحها اسم لالة شافية”.
من خلال الأحداث والوقائع المستوحاة من روايات وأساطير شعبية ومعطيات تاريخية من زمن المرينيين، يبرز السيناريست محمد منصف القادري، في حديثه لهسبريس، أن “هذه القصة ورد ذكرها في عدة مصادر تاريخية، وتوارثتها الأجيال عبر الحكاية الشعبية، لكن رغم اختلاف الروايات، هناك خط درامي قار، يؤكد أن مولاي يعقوب أتى من قرية البهاليل من أجل التحصيل العلمي في جامعة القرويين، واضطر إلى الخروج من المدينة، فاكتشف (عين) كانت سبباً في شفائه من (الجربة) التي كان مصابا بها، فكانت هي بداية استشفاء عن طريق الكبريت”.
وأطلق مولاي يعقوب اسم “عين كبريت” على المنبع الكبريتي الذي اكتشفه صدفة، والذي له فوائد علاجية أشفته من الجرب المعدي الذي ألم به وجعله يغادر فاس ويتيه في الطبيعة. وقال القادري في هذا الصدد: “العبرة من القصة هي ما قام به الولي، وبركته هي ما تركه من علم”.
من جهته، قال المخرج محمد عهد بنسودة إن هذا “العمل تطلب إنجاز ديكورات ضخمة تتناسب مع الفترة التاريخية للأحداث، وهي الفترة المرينية التي عرفت ازدهاراً على مستوى بناء الفنادق والمدارس وكذلك المستوى الثقافي الذي كانت تعرفه مدينة فاس”، مضيفاً أن “الهدف من تصوير السلسلة، هو رد الاعتبار بصفة مباشرة إلى هذه المدينة وإبراز معالمها التاريخية والثقافية”.
أما المنتج المنفذ للعمل عبد السلام الكلاعي، فأورد في حديثه لهسبريس أن “الأعمال التاريخية تتطلب إمكانات إنتاجية كبيرة بالمقارنة مع الأعمال الدرامية التي يتم تصويرها في فضاءات مغلقة”، مشيرا إلى أن “التصوير جرى في ظروف جيدة بفضل رغبة المشاركين في العمل (ممثلين وتقنيين) في إنجاز عمل تاريخي يبرز الوجه الحضاري للمغرب”.
يشار إلى أن السلسلة من بطولة ممثلات وممثلين من أجيال وتجارب مختلفة، من بينهم خليل أوباعقا (في دور مولاي يعقوب)، وخديجة زروال (في دور غيثة أو لالة شافية)، وعبد اللطيف شوقي (في دور قاسم)، وعز العرب الكغاط (في دور الشيخ المامون)، وعبد الحق بلمجاهد (في دور الحاج حماد)، ويونس لهري (في دور نمس)، وكوثر بن جلون (في دور سلطانة)، وجميلة شارق (في دور راضية)، ولبنى مستور (في دور صالحة).