تزامنا مع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف 31 ماي من كل سنة، نستحضر خطورة التدخين بشكل عام و التدخين المرتبط بالسيجارة الالكترونية، الذي انتشر بشكل مهول في صفوف القاصرين والقاصرات، إلى جانب المتمدرسين الذين جعلوا من هذه العادة السيئة، رمزا للتعبير عن رجوليتهم و أنوثتهم، ورمزا أيضا لمسايرتهم لتطور العصر وتقليد المجتمعات الغربية.
و يثير تنامي تدخين السيجارة الالكترونية في صفوف التلاميذ والمراهقين والشباب، والزيادة التي تعرفها نقاط بيعها، مخاوف جمعيات المجتمع المدني التي لا تخفي قلقها مما سيؤول إليه مصير هؤلاء “المدخنين الصغار”، ومن تأثير هذا السلوك الذي يكون إدمانيا في بعض الحالات، على تحصيلهم الدراسي ومستقبلهم عموما.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، تعرف نقاط بيع السجائر الإلكترونية بمدينة طنجة، إقبالا واسعا على شراء هذا النوع من السجائر في الفترة الأخيرة، لكن الخطير في الأمر أن أغلب الزبناء من المراهقين والمتمدرسين، مما يطرح أكثر من علامة إستفهام حول مدى احترام أصحاب محلات بيع السجائر الالكترونية لأخلاقيات وضوابط دفتر الحملات، القاضي بمنع بيع هذه الأجهزة للقاصرين والمراهقين.
ودفع ارتفاع عدد المدمنين على السجائر الالكترونية، جمعيات المجتمع المدني لدق ناقوس الخطر بالنظر لما تسجله في الميدان من انتشار واسع لتدخين السيجارة الالكترونية في صفوف القاصرين والقاصرات، خاصة بالقرب من المؤسسات التعليمية، داعية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الناشئة من مخاطر هذه المنتجات التي يتم الترويج لها ك”بديل أكثر أمانا” مقارنة بالسيجارة العادية.
ورغم ما تبذله الجمعيات من جهود للتواصل مع الفئات المستهدفة وتوعيتها بخطورة تدخين السجائر الالكترونية وبتأثيرها الذي لا يختلف كثيرا عن السجائر العادية، إلا أنها تقر بأن حملاتها تحتاج للدعم من مختلف الجهات المعنية، ولاسيما السلطات العمومية والمدرسة والأسرة، ليكون أثرها محسوسا وتحقق أهدافها على الوجه الأكمل، وتسهم بالتالي في إنقاذ جيل المستقبل.
من جهتها، دقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية هي الأخرى ناقوس الخطر بشأن انتشار التدخين بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، إذ بلغت نسبته 6 في المائة، مؤكدة أن حوالي 35.6 بالمائة من السكان يتعرضون للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية.
وأكدت الوزارة اليوم الثلاثاء، أن معدل انتشار التدخين بين البالغين 18 سنة فما فوق في المغرب يبلغ 13.4 في المائة، فيما ترتفع النسبة لدى الرجال إلى 26.9 في المائة، وتنخفض إلى 0.4 في المائة لدى النساء.
ظهرت المقالة السجارة الإلكترونية .. نقاط بيع كثيرة و إقبال كبير للمراهقين أولاً على المغرب 24.