أكدت الكاتبة المغربية ليلى السليماني أن عمليات إجهاض سرية تتم بشكل مستمر بالمغرب، حيث تعيش نساء وجدن أنفسهن عرضة لهذا الإجهاض قصصا محزنة يوميا، بعدما تم خداعهن واغتصابهن.
واعتبرت الكاتبة المغربية أن قرار المحكمة العليا الأمريكية إلغاء حق الإجهاض ومنح كل ولاية حرية السماح بإجرائه أو تقييده وفق تصورها ليس مأساة خاصة بالمرأة الأمريكية فقط، وإنما إشارة سلبية لكل النساء والحقوقيين في مختلف العالم بما فيها المغرب.
وأوضحت السليماني، في مقال لها بمجلة “L’OBS” التي خصصت غلافها لـ”حق الإجهاض”، أن القرار الأمريكي سيكون حجة قوية لأولئك الذين يعارضون هذا الحق، مشيرة إلى أن الإسلاميين، الذين ينتقدون “بلاد العم سام” بأنه بلد منحل، سيرحبون بذلك طالما أن أقوى ديمقراطية في العالم تهاجم أجساد النساء.
ولفتت صاحبة رواية “راقبونا نرقص”، في المقال نفسه، إلى “ضرورة مواصلة الدفاع عن حرية جسد المرأة وعدم الاستكانة والخنوع”، داعية إلى “الاستيقاظ من أجل مواجهة أصحاب هذا الفكر”.
وشددت الروائية نفسها على أنه “يجري تسليم جسد المرأة وجسد المهاجرين والفقراء لليبرالية المتوحشة”، مشيرة إلى أن “مثل هذا القرار سيفاقم أعداد الفقراء الناتجين عن الحمل غير المقصود، وسيكونون أكثر عرضة للتوقف عن الدراسة، وسيكونون ضحايا للعنف”.
وأكدت الكاتبة المغربية أن قرار المحكمة العليا الأمريكية يثبت أنه “كنا نعيش في الوهم لفترة طويلة”، مضيفة: “دعونا لا نستسلم؛ فالمحافظون يسعون إلى استعادة السيادة، وتأكيد هيمنة الذكور على جسد الأنثى”.
وكان قرار المحكمة العليا الأمريكية، الصادر منذ أيام، القاضي بإلغاء حق الإجهاض ومنح كل ولاية حرية السماح بإجرائه أو تقييده وفق تصورها جدلا كبيرا في أوساط الأمريكيين، حيث رفضه الرئيس الأمريكي جو بايدن، معتبرا إياه خطرا على صحة وحياة النساء، بينما اعتبره الجمهوريون قرارا شجاعا.