توج الأهلي المصري باللقب 11 في تاريخه، رغم تعادله مع الوداد الرياضي بهدف لمثله، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الأحد، على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، لحساب إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، مستفيدا من انتصاره ذهابا بهدفين لهدف.
وبدأت المتعة والفرجة من مدرجات مركب محمد الخامس، بعدما قامت الجماهير الودادية برفع “تيفو”، دعما لفريقها بغية تحقيق نتيجة تمكنه من حصد اللقب الرابع في مسيرته، والثاني على التوالي أمام نفس الخصم “الأهلي المصري”، الذي يطمح بدوره لرفع الكأس للمرة 11 في التاريخ، علما أن جماهيره حاضرة كذلك في المدرجات إذ تترواح أعدادهم بين 1000 و1500 مشجع.
وعودة لأطوار المباراة، بسط الوداد الرياضي سيطرته المطلقة على مجريات الجولة الأولى بحثا عن الهدف الأول، الذي سيكفيه للتتويج باللقب الرابع في تاريخه، والثاني على التوالي، في الوقت الذي اعتمد فيه لاعبو الأهلي المصري على الهجمات المرتدة، لعلها تهدي لهم هدفا ضد مجريات اللعب لحسم النتيجة واللقب لصالحهم في وقت مبكر.
وكان الوداد الرياضي قريبا من تسجيل الهدف الأول في أكثر من مناسبة، سواء عن طريق الضربات الحرة، التي شكلت خطورة كبيرة على الشناوي ورفاقه في الدفاع، أو بفضل الانسلالات عبر الأجنحة والتسديد من بعيد، فيما ما كان على لاعبي الأهلي المصري الذين بدى عليهم التوتر نتيجة الحضور الجماهيري الكبير، وكذا الاندفاع المتواصل لأبناء فاندنبروك، “ما كان” عليهم سوى العودة للوراء لتأمين مرماهم، ومواصلة الاعتماد على الهجمات المرتدة التي لم تشكل أية خطورة على يوسف المطيع.
وبعد العديد من المحاولات الفاشلة، تمكن الوداد الرياضي من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 27 عن طريق اللاعب يحيى عطية الله من ضربة حرة مباشرة، محولا بذلك اللقب صوب الدار البيضاء، ليجد الأهلي المصري نفسه متأخرا في النتيجة بعدما كان يبحث عن التقدم، ما جعل مدربه كولر يطلب من اللاعبين الخروج من قوقعتهم الدفاعية لإحراز التعادل قبل نهاية الجولة الأول، لإعادة اللقب إلى القاهرة.
وبدلا من البحث عن التعادل، ركز لاعبو الأهلي المصري على الحكم، ما أفقدهم تركيزهم في العديد من الكرات، فيما واصل الوداد الرياضي مناوراته دون تمكنه من الوصول إلى الشباك للمرة الثانية، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم رفاق يحيى جبران بهدف نظيف، في مباراة عرفت حضور فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان الفرنسي.
وواصل الوداد الرياضي اندفاعه في الجولة الثانية، سعيا منه لإضافة الهدف الثاني لتسيير اللقاء في باقي الدقائق بأريحية كبيرة، تجنبا لأية مفاجآت من الأهلي المصري، الذي استمر في نهجه الدفاعي، مع بعض المناورات بين الفينة والأخرى وقتما سنحت له الفرصة، بغية تعديل النتيجة، علما أن التعادل سيمنح للفريق الأهلاوي لقبه 11 في المسابقة، بعدما توج بعشرة ألقاب سابقة، أولها عام 1982، وآخرها عام 2021 على حساب كايزر تشيفز الجنوب إفريقي.
وما كان على كولر سوى إجراء التعديلات منذ الدقيقة 59، في ظل غياب الحلول، حيث قام بإخراج كلا من مروان عطية وحسين الشحات، وإقحام مكانهما محمد مجدي أفشة وأحمد عبد القادر، أملا في الزيادة الهجومية وصناعة اللعب من الوسط، بغية الوصول إلى شباك المطيع، التي استعصت على لاعبي الأهلي، في ظل الوقوف الجيد للدفاع الودادي، ناهيك عن تقارب الخطوط بين المدافعين وخط الوسط.
وواصل كولر تغييراته، بإخراج حمدي فتحي ومحمود عبد المنعم كهربا، وإقحام مكانهما عمرو السولية ومحمد شريف، بحثا عن الوصول للمرمى، في ظل اندفاع فريقه منذ الدقيقة 65، في الوقت الذي حافظ فيه سفين فاندنبروك على نفس التشكيل، بينما فريقه يدافع عن مرماه، ويعتمد على الهجمات المرتدة، لعلها تهدي له هدفا ثانيا يحسم به الانتصار والتتويج بشكل رسمي.
وما كان يخاف منه سفين ولاعبوه حصل في الدقيقة 78، عندما تمكن الأهلي المصري من تعديل النتيجة برأسية اللاعب محمد عبد المنعم، معيدا بذلك اللقب إلى القاهرة، في ظل انتصار فريقه ذهابا بهدفين لهدف، فيما عاد الوداد الرياضي ليندفع من جديد من أجل تسجيل الهدف الثاني، للمرور على الأقل إلى الضربات الترجيحية، في الوقت الذي قام فاندنبروك بإقحام الجعدي لعله يعطي الإضافة.
وحاول الوداد الرياضي إدراك التعادل بشتى الطرق الممكنة في الخمس دقائق الأخيرة، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، جراء التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، فيما ظل الأهلي المصري في مناوراته دون تمكنه من تسجيل الثالث، لتنتهي بذلك المباراة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين الطرفين، وبانتصار الأهلي المصري بثلاثة أهداف لهدفين في مجموع المبارتين “ذهابا وإيابا”، توج عليه إثرها باللقب 11 في تاريخه.