أعلن أكثر من 40 عضو مؤسس ومستثمر ومهندس وغيرهم في صناعة التكنولوجيا عن تحالف يسمى Tech for Palestine لبناء مشاريع وأدوات وبيانات مفتوحة المصدر لمساعدة الآخرين في نفش المجال الصناعي على الدفاع عن الشعب الفلسطيني. ويأتي إطلاق المجموعة في وقت متوتر في المنطقة. وأدى هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي إلى مقتل أكثر من 1100 شخص ( في إسرائيل) وشهدت الحرب في قطاع غزة التي أعقبت ذلك تشريد ملايين الفلسطينيين وعشرات الآلاف من القتلى.
أثبتت الحرب بين إسرائيل وحماس أنها مصدر للانقسام في صناعة التكنولوجيا. شهدت إسرائيل، موطن سوق التكنولوجيا والشركات الناشئة المعروفة، دعما قويا من الأفراد والمؤسسات التكنولوجية. وعلى النقيض من ذلك، تسببت الدعوات إلى وقف إطلاق النار والحديث عن ضرورة الدعم لفلسطين في فقدان البعض لوظائفهم.
يأمل بول بيغار Paul Biggar ، مؤسس مبادرة “تك من أجل فلسطين”، في زيادة الوعي بالحرب في غزة، والكفاح من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وتوفير طرق لأولئك الذين يخشون التحدث علنا عن دعم فلسطين لمواصلة تقديم الدعم. إنها واحدة من أولى المبادرات التكنولوجية التي تتخذ موقفا علنيا داعما لفلسطين ويمكن أن تمثل نقطة تحول في موقف صناعة المشاريع فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحماس حيث يسعى المزيد من الناس إلى التحدث علنا لصالح وقف إطلاق النار.
Tech for Palestine launches to provide tools to help support Palestinians https://t.co/mlJsPpTvBe
— TechCrunch (@TechCrunch) January 2, 2024
وشكل بيغار، مؤسس شركة CircleCI في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية والتي بلغت قيمتها الأخيرة 1.7 في سوق الأسهم مليار دولار – الائتلاف بعد أن كتب منشورا على مدونة انتقد فيه نقص الدعم الذي أظهرته صناعة التكنولوجيا للفلسطينيين. قال إنه بعد أن كتب مدونته، تواصل معه آلاف الأشخاص برسائل التأييد للمبادرة وكثير منهم يخشون التحدث عن أنفسهم خوفا من الآثار المهنية المحتملة.
وقال إن من بينهم “عشرات الأشخاص الذين لم يتحدثوا بصوت مسموع فحسب، بل بدأوا مشاريع لتغيير موقف الصناعة التكنولوجية لضمان سماع صوت الأشخاص الذين يتحدثون باسم فلسطين. وكان عشرات آخرون يتطوعون للمساعدة”. “لقد بدأت في ربط هؤلاء الأشخاص مع بعضهم واجتمعت طائفة أفراد المبادرة “تك من أجل فلسطين” بسرعة كبيرة.”
وستضم المنصة، التي لا تزال في أيامها الأولى، مشاريع تديرها مجموعات صغيرة وستكون بمثابة فضاء لتبادل الموارد والمشورة، وهو أمر يقوم به بالفعل العديد من العاملين في مجال التكنولوجيا المؤيدين للفلسطينيين بشكل خاص. لقد حصلت بالفعل على أسماء مثل إدريس مختارزاده ، مؤسس يونيكورن تروبيل Truebill ، للمساعدة في تأسيس المنصة الرقمية، و حتى الآن ، أنشأت شارة للمهندسين لاستخدامها على تطبيق GitHub تدعو إلى وقف إطلاق النار وأنشأت مقتطفات HTML ليستخدمها الأشخاص على مواقعهم على الويب لوضع لافتة دعم وقف إطلاق النار.
وقال بيغار إن هناك خططا للعمل في نهاية المطاف بشكل أكبر مع المنظمات الفلسطينية ومساعدة الشركات الناشئة الفلسطينية من خلال الإرشاد والائتمانات السحابية وذكرت مجلة TechCrunch سابقا أن الحرب دمرت الكثير من شركات وورشات صناعة التكنولوجيا المزدهرة في فلسطين.
وقالت أرفح فاروق، مؤسسة منظمة مسلاميك ميكرز، إن الأشهر الثلاثة الماضية غيرت تصورات وموافق الكثير من الناس من نواحي كثيرة. في الوقت نفسه نشأ تضامن ونشاط لم يسبق له مثيل من قبل، وأضافت: “لقد رأيت أشخاصا يجتمعون للعمل من أجل فلسطين بدون أية أدوات سوى أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة وهم من جميع أنحاء العالم”.
كما قررت العمل مع Tech for Palestine بعد قراءة منشور مدونة Biggar بدأت بالفعل في مشاركة الموارد حول كيفية دعم فلسطين. وقالت فاروق: “بسبب الحصار، لا يمكننا الذهاب إلى غزة والمساعدة في الميدان لكننا نقدم المساعدة بغض النظر عن مكان وجودنا في العالم”.
وقرر أحد المهندسين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الانضمام إلى التحالف لأن هذا الشخص شعر بالاختناق في العمل. وقد وافق هذا الشخص على العمل كمهندس ومدير منتج للمساعدة في بناء الموارد للتكنولوجيا من أجل فلسطين، قائلا: “آمل أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحول كبير وإعادة أصوات الناس إلى المشهد العمومي “.
كما أخبرت مسوقة سابقة للعلامات التجارية للتكنولوجيا ، والتي تخشى أيضا التحدث علنا خوفا من أن يؤثر ذلك على البحث عن وظيفة جديدة ، TechCrunch عن الشعور بالسعادة لوجود طريقة للمشاركة في الدفاع عن القضية.
وقالت: “لقد كانت هذه الفترة تطبعها العزلة بشكل لا يصدق بالنسبة للعرب والمسلمين وغيرهم من الأشخاص الملونين في مجال رأس المال الاستثماري والتكنولوجيا”. “التكنولوجيا من أجل فلسطين هي مبادرة ضرورية. عندما نشهد تعبئة في جميع أنحاء العالم والولايات المتحدة بأعداد مئات الآلاف الذين يدعون إلى السلام والتعامل بإنسانية مع الفلسطينيين، لم يعد بإمكان مجتمع التكنولوجيا أن يظل صامتا”.
وتأتي مبادرة “التكنولوجيا من أجل فلسطين” في الوقت الذي يستمر فيه عدد القتلى بين الفلسطينيين في الارتفاع. وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت بعض التقارير أن مسؤولين أمريكيين حثوا إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة حتى في الوقت الذي وصفوا فيه الدعم الأمريكي للأمن الإسرائيلي بأنه لا يتغير.
ويأمل بيغار، على أقل تقدير، أن يبشر هذا الائتلاف الجديد بتحول أكبر في عدد الأشخاص الذين يعبرون عن مواقفهم دون خوف.
ـ المصدر: “تك كرانش”