أعلنت وزارة الداخلية المغربية عن إحباط ما يزيد عن 45 ألف محاولة للهجرة غير النظامية منذ بداية عام 2024، مما يعكس الجهود المكثفة التي تبذلها السلطات لتعزيز مراقبة الحدود ومكافحة الهجرة السرية.
وقد تركزت هذه العمليات في مناطق مختلفة من المملكة، حيث كشفت الأرقام أن عمالة المضيق سجلت 11,323 محاولة فاشلة للهجرة خلال شهر غشت الماضي، فيما أحبطت الأجهزة الأمنية في إقليم الناظور 3,325 محاولة أخرى.
وتشير هذه الأرقام إلى اليقظة الأمنية الكبيرة التي تبديها المملكة، مما عزز من موقعها كركيزة أساسية للأمن الإقليمي. إلا أن التحديات لا تزال قائمة في ظل استمرار الضغوط المتزايدة نتيجة الأوضاع غير المستقرة في منطقة الساحل، والتي تسهم في ارتفاع موجات الهجرة نحو أوروبا عبر المغرب.
وفي السياق ذاته، أشارت وزارة الداخلية إلى أن بعض الشبكات الإجرامية تستغل سياسات الهجرة الإنسانية لزيادة نشاطها الإجرامي، حيث تستهدف الفئات الضعيفة وتستفيد من التدفق المستمر للمهاجرين لتحقيق أرباح غير مشروعة. وللتصدي لهذا الخطر، دعت الوزارة إلى تعزيز التعاون بين المغرب وشركائه الدوليين، وخصوصا دول غرب إفريقيا وإسبانيا، من أجل تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة هذه التحديات.
كما لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دورا لا يستهان به في دفع الشباب نحو الهجرة غير النظامية، حيث تنتشر إعلانات وبرامج تروّج للهجرة وتغري الكثيرين بخطوات غير محسوبة.
وفي هذا الصدد، شددت وزارة الداخلية على ضرورة تحمّل المنصات الكبرى لمسؤولياتها تجاه هذه الظاهرة، عبر تنظيم المحتويات المتعلقة بالهجرة وضمان عدم استغلال هذه المنصات لتحقيق أرباح من وراء ترويج معلومات مضللة أو تشجيعية للهجرة السرية.