استمرار في البحث والكتابة والابتسام يتمسّك به عادل أوتنيل، الذي صار نموذجا لمقاومة الأقدار والانتصار للكلمة والإبداع والحياة.
أوتنيل الحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي، وجوائز أدبية، خطّ أربع منشورات أدبية، وقاوم ويقاوم إعاقة تصعب حركته وحديثه وكتابته، ويستمر في إصدار العناوين.
في سنة 2022 الجارية، صدرت للكاتب الطبعة الثالثة من روايته “اللُّصيلِصون في قصر المتعة”، ومجموعته القصصية “هديل الحجر”، كما صدرت له مجموعة عنونها بـ”صهيل الرياح”.
يأتي هذا بعد حدثِ حصوله على شهادة الدكتوراه من “قلعة” ظهر المهراز (كلية الآداب بجامعة محمد بن عبد الله)، في موضوع “صور الاغتراب في شعر الصعاليك”.
كان هذا حدثا، كما هو الاستمرار في الكتابة، لأنه يمثل نجاح نموذج مقاومة شخصية وعائلية ومغربية، شارك فيها، فضلا عن عادل، أبوه الذي “حمله على كتفيه العاريتين وجاب مشارق الأرض ومغاربها” عندما تغلغلت إلى جسد طفلِه إعاقة شبه تامة، إلى أن شفي ابنه نسبيا، كما شارك في نجاح هذا النموذج زملاء أوتنيل وأصدقاؤه وأساتذته.
ولم يكن الحصول على الدكتوراه إنجازا مجرّدا، بل عنوان مقاومات كان فيها الحصول على الباكالوريا حدثا، وكذا الدخول إلى الجامعة بتقاطباتها، والبحث عن تخصص يلهمه، والكتابة، ثم الحصول على جائزة أدبية في مسابقة بمسقط رأسه تيزنيت، فالاستمرارُ في الكتابة-الأملِ والانتصار للحياة.
كتابة أوتنيل اليوم، وفق الباحث عبد الجليل العميري، “وليمة لغوية شيقة، ومغامرة شاب صامد ومناضل يحفر اسمه في صخرة المستقبل”.
وفي المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، في دورته 27، كان عادل أوتنيل من بين الأسماء الثقافية والأدبية التي حضرت موقِّعَةً أعمالها.
حضر أوتنيل، السبت 11 يونيو، والتلاميذ متحلقون حوله، حول أدبه والمقاومة التي يمثلها، يبتسم، يسأل عن “الاسم الكريم”، ويوقع، ويخبر العابرين بأن هذه منشوراته وأنه كاتبها.
توقيع أوتنيل أعماله، في حد ذاته، فعل مقاومة ملهم. إصرارٌ على الكتابة، وتمسّكٌ بالقلم، رغم كل دوافع اليأس.
“الرفيق والدكتور عادل أوتنيل” كما يخبر بذلك إعلان توقيعه، افتتح تصريحه لهسبريس بـ”تحية أدبية إلى كل الجماهير الشعبية”.
ثم أضاف بعربية فصيحة لا تمسّ استرسالَها صعوبات الحديث: “الكتابة هي أرقى فن في هذا الكون العظيم؛ لأن الكاتب لا يفنى أبدا، وقوة الكلمة لا تفنى أبدا”.
وتابع شارحا: “أكتب لأنني أعبر عن هموم المجتمع، بطريقة إبداعية جميلة، تمزج بين قوة المضمون وجمالية اللغة”، قبل أن يجمل بأن “المبدع لا يمكن أن يكون محايدا، ويجب عليه دائما أن يحمل مواقف سياسية، وهذا ما أجسّده في كتابَاتي الإبداعية”، بالتعبير عن عوالم “داخلية، وعن الهموم الذاتية والجماعية، وفق رؤية إبداعية”.