تشبث بالحكم الذاتي حلا لقضية الصحراء وتسطير علمي على افتعال هذا النزاع حول أقاليم مغربية، محتوى كتابين أجنبيين قدما اليوم بأكاديمية المملكة، نسق مضامينهما، باللغتين الإنجليزية والفرنسية، باحثان من فرنسا ومنطقة غرب إفريقيا.
نظمت أكاديمية المملكة المغربية هذا اللقاء بمقرها في الرباط، الأربعاء 20 يوليوز الجاري، بشراكة مع اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني والائتلاف من أجل الحكم الذاتي للصحراء (أوساكو).
فريدة الخمليشي، رئيسة اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، قالت إن العملين المحتفى بهما “إعادة التفكير في نزاع الصحراء” و”الصحراء المغربية: معالم نزاعاتية وآفاق سلمية”، “مؤلفان قيمان (…) في وقت تتجه فيه الكثير من الدول نحو التأكيد على جدية ومصداقية وواقعية مقترح المملكة المغربية المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء في ظل السيادة المغربية”.
وأضافت الخمليشي، في كلمتها بالأكاديمية، أن “مقترح الحكم الذاتي يقطع مع التطلعات الحالمة وغير الواقعية، ويشكل أساس الحل النهائي والدائم لنزاع مفتعل استمر لما يقارب نصف قرن من الزمان”.
بالتالي، الاحتفاء بالكتابين تم لارتباطهما بـ”جزء هام من تاريخ استقلالنا الوطني”، علما أنه رغم “المناورات البغيضة التي حاول البعض اختلاقها لعرقلة استكمال سيادتنا الوطنية”، إلا أن الأقاليم الصحراوية للبلاد “يشهد التاريخ بما لها من روابط بالمملكة المغربية، وطنها الأم، التي يؤمن كل مغربي ومغربية بأنها كانت، وهي حاليا، وستبقى جزءا لا يتجزأ من دولتنا المغربية الضاربة في عمق التاريخ، والمتشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها”.
وأكدت الخمليشي أن هذين المؤلفين “مرجعان متميزان بشأن النزاع الإقليمي المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية”؛ فـ”المؤلف الجماعي الذي أشرف على إنجازه الأستاذ جيروم بيسنار قارب الموضوع بطريقة جديدة تطبعها الموضوعية والنزاهة الفكرية وتقوم على منظور متعدد التخصصات، وتؤكد على مسؤولية الجزائر الثابتة في اختلاق النزاع وإدامته، وعلى الطابع المتجاوز لأطروحات ميليشيات البوليساريو، والخطر الذي أصبحت تشكله هذه المليشيات والسياسات التي تنهجها الجزائر الداعمة لها على الأمن والسلم بمنطقة الساحل والصحراء”.
أما مؤلف ألفونس زوزيمي تامكمتا، فـ”يتميز بمنهجيته المنشغلة باستقرار ونماء القارة الإفريقية، وما لإدامة هذا النزاع المفتعل من دور واضح في تقويضهما، باعتبار أن موضوع الصحراء هو مسألة استكمال وحدة ترابية وأن الجزائر اختلقت وأدامت النزاع بشكل إرادي لأهداف جيو-سياسية وعلى حساب اندماج القارة الإفريقية ككل (…)، كما يؤكد على أهمية مبادرة الحكم الذاتي المغربية”.
ألفونس زوزيمي تامكمتا قال عن كتابه “الصحراء المغربية: معالم نزاعاتية وآفاق سلمية”، إنه نشر في الكاميرون، وكان نتيجة أربع سنوات من البحث حول سؤال الصحراء، ويقصد كشف جوانب النزاع للجمهور الإفريقي.
وفي تصريح لهسبريس، قال الباحث إن المبادرة المغربية التي تقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للبلاد، “مقاربة منطقية وفعالة”، وحل سياسي “ينبغي أن يدعمه المجتمع الإفريقي والدولي”.
بدوره، ذكر جيروم بيسنار، المشرف على الكتاب الجماعي “إعادة التفكير في نزاع الصحراء: التاريخ ووجهات نظرٍ معاصرة”، أنه “كتاب جماعي بالإنجليزية يجمع جامعيين وشخصيات سياسية ودبلوماسيين من أنحاء متعددة من العالم”، ويهدف إلى “تقديم نظرة جديدة لسؤال الصحراء المغربية، ودفع النقاش، مع تسجيل مسؤولية الجزائر في التحكم في البوليساريو”.
وأكد بيسنار، في تصريح لهسبريس، وجاهة “مقترح الحكم الذاتي”، مقترحا على المجتمع البحثي رؤية أخرى لنزاع الصحراء “بعدما كان هذا الملف محكوما برؤية متأثرة بالطرح الجزائري”، الذي يسجل تورطه في إدامة النزاع.
وحول تنظيم الأكاديمية لهذا النشاط، قال محمد الكتاني، أمين السر المساعد لأكاديمية المملكة، إن “المشاركة التي يمكن أن تقدمها الأكاديمية هي مشاركة دبلوماسية وثقافية وفكرية، وفي نفس الوقت ينبغي أن تعزز جانب كل أنصار المغرب في وحدته الترابية”.
وأضاف الكتاني، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن الكتابين اختيرا لأنهما “عمِلا بأبحاث مختلفة على تبيان ما هو غامض وما بين السطور، ولكشف النقاب عن حقيقة هذه الوحدة الترابية والجغرافية والوطنية التي يتمتع بها المغرب مع صحرائه”.