يعيش حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي على وقع غليان داخلي، بسبب رفض أعضاء من اللجنة المركزية وممثلي بعض الفروع النهج الذي سلكته قيادة التنظيم في ترتيب الاندماج في فدرالية اليسار.
ويَعتبر المعارضون لاندماج حزب الطليعة في فدرالية اليسار، وفق القواعد التي رتبتها قيادة الحزب، أن هذه القواعد لا تنسجم مع مبادئ التنظيم، كما عبروا عن معارضتهم الورقة التأطيرية التي استند إليها قرار الاندماج.
وموازاة مع انعقاد الدورة الخامسة من المجلس الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، تحت شعار “من أجل أن يكون الاندماج أداة لتعبئة شعبية لمحاربة الفساد والاستبداد وإلغاء التطبيع”، اليوم الأحد، بنادي المحامين بالرباط، خاض أعضاء من الحزب وقفة عبروا فيها عن رفضهم ما سموه “الاندماج القسري وتصفية الحزب”.
وأفاد مصدر من التيار المعارض لاندماج حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في فدرالية اليسار بأن عملية الاندماج مع المكونات اليسارية الأخرى في الفدرالية “لم تتم بشكل ديمقراطي”.
وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن قرار اندماج حزب الطليعة في فدرالية اليسار لم يُتخذ داخل المجلس الوطني للحزب، كما أن التنسيق مع المكوّنات الأخرى “كان فوقيا ولم يأخذ برأي القواعد”، على حد تعبيره.
وتطمح مكونات فدرالية اليسار، وهي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي الموحد، من خلال تتويج تحالفها القائم منذ سنة 2007 بالاندماج الكامل، إلى تأسيس “حزب سياسي يساري كبير”.
واعتبرت الفدرالية، في الورقة التأطيرية لعقد المؤتمر الاندماجي، المقرر انعقاده شهر دجنبر من السنة الجارية، أن الحراك الاجتماعي الذي شهده المغرب سنة 2011 أبرز “حاجة المجتمع المغربي إلى قوة يسارية وازنة ومؤثرة في المشهد السياسي، قادرة على المساهمة في تغيير ميزان القوى بشكل ملموس، في أفق التغيير الديمقراطي الحقيقي وإيقاف التراجعات الحقوقية وتغول السلطوية”.
ولا يرفض أعضاء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الاندماج في فدرالية اليسار كفكرة مبدئية، ولكنهم يرفضون “غياب الوضوح الإيديولوجي والنظري في الورقة التأسيسية للاندماج”، وهو ما عبر عنه المصدر الذي تحدث إلى هسبريس بقوله إن الاندماج “يجب أن يكون مبنيا على أسس واضحة ومتينة”.