مازالت أحياء “الهوامش” بحاضرة أكادير تنتظر حظها من التنمية المرجوة، فالمدينة يقول السكان تسير بسرعتين، الأولى تشهد دينامية كبيرة على مستوى الأحياء الراقية، فيما تبقى الهوامش المعروفة بسفوح الجبال (آيت المودن وآيت تاوكت وإغيل وضرضور)، ضعيفة الاهتمام.
ورغم انفتاح الجماعة على جمعيات هذه الأحياء بعقد لقاءات تواصلية معها بغية الاستماع، إلا أن تراجع المجلس الحالي عن اتفاقية التهيئة الموقعة سنة 2012 قلص من صدى الاجتماعات التي عقدت على امتداد الأسبوع الجاري.
جمعيات المجتمع المدني بأحياء سفوح الجبال بأكادير سجلت أن اللقاءات مع الجماعة محدودة الخلاصات، منتقدة منح الهيئات المدنية دقيقتين من أجل طرح التصورات، “ما يكرس غياب الإشراك في القرار العمومي”.
وطالبت الجمعيات ضمن بيان مشترك بضرورة تفعيل الاتفاقية الموقعة مع الجماعة سنة 2012 لضمان استفادة هذه الأحياء من التنمية أسوة بالبقية، خصوصا على مستوى تبليط الشوارع والإنارة العمومية.
كادواني الحسين، فاعل جمعوي بأحياء سفوح الجبال، قال إن الجماعة تراجعت عن تفعيل اتفاقية الهيكلة التي وقعت سنة 2012، رافضا “الاكتفاء بتزيين الواجهات والشوارع الرئيسية في مقابل تناسي الأزقة وغيرها من أعطاب هذه الأحياء”.
وأضاف كادواني، في تصريح لهسبريس، أن المتدخلين في هذه الاتفاقية هم العمران والولاية ومندوبية الإسكان والجماعة، لكن “هذه الأخيرة تراجعت عن مهامها، وهي التبليط وتوفير الإنارة العمومية في أربعة أحياء مهمشة”.
بدوره سجل توفيق سميدة، الفاعل المدني بأكادير، أن “الجمعيات جاءت بمقترحات عديدة، لكن العلامة البارزة للقاءات هي أن الجماعة لها تصورها الخاص”، مشيرا إلى أن “الأمر شابه جلسات استماع، ولم يكن له أي طابع إجرائي”.
وأكد سميدة، في تصريح لهسبريس، أن “التوقيت الذي عقدت فيه اللقاءات مع المجتمع المدني سيئ؛ فالفترة الحالية تتزامن مع العطلة، وبالتالي عديد المعنيين لم يتمكنوا من الحضور”، متأسفا لكون أكادير “تشهد تعثرات كثيرة ولم تنل حقها بعد من التنمية”.
من جهته، قال خالد قايدي، كاتب جماعة أكادير، إن “اللقاءات كانت موضوعاتية تهم بسط التصورات والرؤى، وتدخلات الجمعيات همت أساسا أمورا محلية مرتبطة بالإنارة والتبليط وغيرها، لكن التشخيص بالنسبة للجماعة متوفر منذ مدة”.
وأضاف قايدي، في تصريح لهسبريس، أن “المجتمع المدني قدم انتقاداته وملاحظاته وقد احتفظ بها المسؤولون”، معتبرا أن “الجماعة ترفض الحديث عن أحياء هامشية وتضع نصب أعينها إصلاح أحياء ناقصة التجهيز، خصوصا في منطقة سفح الجبل”.
ووفقا لإفادة المسؤول الجماعي ذاته فقد عقدت عشرة اجتماعات مع المجتمع المدني، وستعقد أخرى ابتداء من الثلاثاء المقبل مع الشخصيات المرجعية في ميادين عديدة، مثل الرياضة والبيئة؛ كما سيتم الانفتاح على الجمعيات الثقافية الأمازيغية.